شاهد الجمهور العريض بمدينة قالمة ليلة الخميس إلى الجمعة الفيلم الطويل "حظ سعيد الجزائر" (قود لاك ألجيريا) بحضور مخرجه فريد بن تومي وهو أول عرض لهذا العمل بالجزائر بعد تحقيقه نجاحا كبيرا في قاعات السينما بفرنسا و أوروبا . ويقدم هذا الفيلم الروائي للمخرج الفرونكو جزائري بن تومي على مدار 90 دقيقة مجموعة من الصور الإيجابية عن المهاجرين الجزائريين المقيمين بفرنسا والترابط الأسري والنجاح الشخصي ومدى ارتباطهم بقيم وطنهم الأصلي بعيدا عن بعض الصور النمطية التي باتت تسوقها لهم بعض وسائل الإعلام الأجنبية وهي الفكرة التي ركز عليها المخرج خلال تقديمه للعرض بحضور سلطات الولاية و ذلك بالمسرح الروماني بمدينة قالمة. فقصة هذا الفيلم الذي يعرض في الجزائر لأول مرة من بوابة قالمة التي تحتضن على مدار يومي 16 و17 يونيو الجاري أول تجربة أيضا لتظاهرة "سينما تحت النجوم" بمبادرة للمعهد الفرنسي بعنابة بالتنسيق مع مديرية الثقافة بقالمة والديوان الوطني لتسيير الممتلكات الثقافية المحمية، مستوحاة من مغامرة حقيقية عاشها شقيق المخرج نفسه وهو الرياضي نور الدين بن تومي الذي مثل الجزائر في الألعاب الأولمبية الشتوية بتورينو (إيطاليا) سنة 2006 في رياضة التزحلق على الثلج. ويصور هذا العمل الفني في قالب درامي وفكاهي خفيف قصة الشاب الفرنسي ذي الأصول الجزائرية سمير زيتوني الذي يمتلك ورشة لصناعة الأدوات الخاصة برياضة التزلج رفقة أحد أصدقاء طفولته وهو ستيفان لكن وفي آخر لحظة يصطدمان بانسحاب الرياضي الذي كان من المفروض أن يحمل علامة منتوجهم في الألعاب الشتوية ما يجعل مؤسستهم مهددة بالإفلاس. وأمام هذه المشكلة الكبيرة واستحالة إيجاد أي دعم مادي من أي طرف في فرنسا تقفز إلى ذهن شريك سمير أو سام فكرة جنونية وهي أن يدخل سمير المنافسة الرسمية في الألعاب الشتوية تحت قميص بلده الأصلي الجزائر بالألوان الأبيض والأخضر والأحمر المرصع بالنجمة والهلال. فالفكرة و رغم استحالتها إلا أنها كانت الملجأ الوحيد لإنقاذ الورشة فما كان على سمير الذي لم يكن سوى رياضيا هاوي في التزحلق وقد تجاوز سن 40 وهو بعيد عن هذه الرياضة ميدانيا لما يفوق 15 سنة كما أنه لم يمتلك يوما جواز سفر جزائري إلا أن يغامر لكن أهم حافز كان أبوه الذي طالما حلم به رجلا ناجحا يمثل الجزائر. وكانت كل الإجراءات سهلة بداية من التسجيل في الألعاب الشتوية باسم الجزائر والاتفاق مع الفيدرالية الجزائرية للتزلج على تمثيلها والحصول على جواز السفر ثم ملامسته تراب بلد أجداده الذي غاب عنه منذ كان طفلا صغيرا ويلتقي بأبناء عمه وعائلته الكبيرة. فكان ذلك نقطة تحول أخرى في حياة سمير الذي تدفق في عروقه الدم الجزائري أكثر من أي وقت مضى وأدرك حقيقة ما كان يحدثه عنه أبوه دوما عن بساتين الزيتون والارتباط بالأرض الطاهرة. ولم تعد مجرد فكرة بل هي التحدي الذي يجب على سمير رفعه لأنه لم يعد مجرد شاب فرنسي ذي أصول جزائرية فقط بل هو يحمل آمال أبيه وأسرته و أنظار كل الجزائريين معلقة عليه لرفع الراية الوطنية في هذه الألعاب وهو ما نجح فيه فكان النجاح متعددا إنقاذ الشركة والعودة إلى الأصل ودخول العمل الجزائري لأول مرة الألعاب الأولمبية في اختصاص التزلج. وقد صرح فريد بن تومي بعد نهاية العرض بأن الفيلم تطلب منه عمل كبير لسنوات طويلة خاصة أثناء التصوير الذي تنقل فيه بين فرنساوالجزائر والنمسا والمغرب وبلجيكا. من جهته أشار السيد دفيد كويناك مدير المعهد الفرنسي بعنابة الذي حضر العرض إلى أن نقل تظاهرة "سينما تحت النجوم" في طبعتها الثامنة إلى قالمة التي تتوفر على تحفة فنية أثرية هي المسرح الروماني من شأنه إعطاء حياة ثانية للتظاهرة وذلك بعد 7 طبعات سابقة تم تنظيمها بعنابة. تجدر الإشارة إلى أنه سيتم ليلة اليوم ضمن نفس التظاهرة عرض فيلم "سنوات توست المجنونة" الذي تم إنتاجه سنة 1986 لمخرجه الفرونكو جزائري محمد زموري وذلك بمناسبة مرور 30 سنة عن هذا الفيلم، حسبما أفاد به من جانبه مدير الثقافة بقالمة سمير ثعالبي.