أصدرت النقابة الفرنسية لنقاد السينما تقريرها السنوي الذي تضمن إحصاءات دقيقة حول عدد الأفلام المنتجة أو المعروضة في فرنسا خلال العام المنصرم من الفترة الممتدة من 1 جانفي إلى 31 ديسمبر. القائمة التي أصدرها المركز الفرنسي تضمنت 11 فيلماً روائياً طويلاً لمخرجين عرب، أو من أصولٍ عربية من بين 218 فيلما منها 81 فيلما يعرض لأول مرة. وقد كشف ذات التقرير أن عام 2007 شهد أكبر قدر من الأفلام المشتركة بين فرنسا ومخرجين من أصول عربية ومن بينهم جزائريون، فمن بين 11 فيلما دعمته فرنسا في إطار الإنتاج المشترك، نجد 5 أفلام لمخرجين تعود أصولهم للجزائر وهذه الأفلام هي »مدينة كبيرة«: جمال بن صالح، »كارامل«: نادين لبكي، »سجائر فرنسية«: مهدي شارف، »فوضى«: يوسف شاهين، »بالوما اللذيذة«: نادر موكنيش دول، أو وادي الطبول: هينر سالم »كسكسي بالسمك«: عبد اللطيف كيشيش، »موريتوري«: عكاشة تويتا، »سقوف باريس«: هينر سالم، »رجل ضائع«: دانييل عربيد، »إنه عالم رائع«: فوزي بن سعيدي، إضافة إلى الأفلام التي دعمت فرنسا بنسبة أقل بحيث نجد فيلما جزائريا واحدا وبين 3 أفلام هي فيلم »المنارة« لبلقاسم حجاج، »الجزائر عرس الذيب«: جيلالي سعدي، »تونس البوسطة«: فيليب عرق تنجي لبنان. ومن المفارقات التي نجدها في التقرير، أن فرنسا التي أصرّت على اعتبار الأفلام التي أنتجت في إطار الانتاج المشترك، هي أفلام فرنسية ولم تنسبها إلى جنسية مخرجيها كما تقتضيه الأعراف السينمائية عبر العالم، لكنها في المقابل لم تعرض عبر صالاتها وطيلة عام 2007 إلى فيلما جزائريا واحدا من بين 576 فيلما عرض في فرنسا طيلة عام 2007. وقد تضمنت القائمة التي أصدرتها نقابة النقاد الفرنسيين ما يلي: 218 فيلماً فرنسيا، منها (81) عمل أول أي بنسبة 37.84٪، 184 فيلماً: الولاياتالمتحدة 31.94٪ 25 فيلماً: المملكة المتحدة 4.34٪ 13 فيلماً: ألمانيا 2.25٪ 12 فيلماً لكل من: إسبانيا، اليابان، بلجيكا 2.0811 فيلماً: إيطاليا 1.90٪ 11 فيلماً: إيطاليا 1.90٪ 9 أفلام: الأرجنتين 1.56٪ 7 أفلام: كندا 1.21٪ 6 أفلام لكل من: إسرائيل، الصين، كوريا الجنوبية 1.04٪ 5 أفلام: إيران 0.87٪ 4 أفلام لكل من: البرازيل، المكسيك، سويسرا 0.69٪. وقد ذكر التقرير المجهودات الفرنسية في سبيل دعم الإبداع السينمائي في حوض المتوسط خاصة، وهذا من »أجل إعطاء نفس جديد للسينما الفرنسية« التي أضحت تعتمد بشكل كبير على المخرجين غير الفرنسيين وإن كانت فرنسا تدعم الإنتاج القادم خاصة من مستعمراتها القديمة لأسباب تاريخية وأخرى سياسية تتعلق أساسا بسعي فرنسا إلى فرض سيطرتها الثقافية على هذه الدول وفرض التوجه الثقافي، خاصة على أفلام الثورة وما تعلق بالماضي الاستعماري خاصة، وهذا هو المنحى الذي تنحو إليه جل الأفلام المذكورة في التقرير أو الجزائرية منها على الأقل، مثلما شهدنها في »كرتوش قولواز« أو فيلم جمال بن صالح أو »ديليس بالوما« الذي لم يعرض في الجزائر أصلا أو »ما يبقى في الواد غير حجارو« لجون بيار ليدو وكلها أفلام تسيء بشكل أو بآخر للجزائر أو لتاريخ الجزائر، وتقدم الماضي الاستعماري في صورة ناصعة البياض. وقد عادت هذه الأفلام لتلقي بظلالها على الإنتاج السينمائي الجزائري خلال عام 2007 . في وقت فتح فيه النقاش حول القطاع في الجزائر في ظل غياب قانون يضبط قواعد اللعبة، وهو الأمر الذي فصلت فيه الوزيرة تومي بإصرارها على تبني كما قالت »حرفيا لقانون السينما الفرنسي« نظرا لما يوفره من دعم وإطار قانوني للعمل السينمائي، كما من شأنه حسب متتبعي الحركة السينمائية أن يعزز من التعاون الجزائري الفرنسي في المجال، خاصة في ظل توفر فضاء خصب للتعامل بين الطرفين بحكم ثقل الماضي والعلاقات الثقافية بين الضفتين. زهية منصر