صرح وزير المجاهدين الطيب زيتوني اليوم الاثنين بسعيدة أن دائرته الوزارية اتفقت مع مؤرخين وباحثين من أجل تسجيل وسرد جرائم المستعمر الفرنسي في الجزائر منذ سنة 1830. وقال الطيب زيتوني خلال زيارته لملحقة المتحف الجهوي للمجاهدين في إطار زيارة عمل وتفقد قادته اليوم الاثنين لولاية سعيدة أن وزارة المجاهدين اتفقت مع مؤرخين و باحثين من أجل "تسجيل و سرد جميع الجرائم و معاناة الشعب الجزائري منذ أن وطأ المستعمر الفرنسي أرض الوطن." وفي هذا الخصوص أشار إلى وجود خلية تنشط على مستوى الوزارة بالتنسيق مع مركز الدراسات و البحث في الحركة الوطنية و ثورة التحرير الوطنية و المتحف الوطني لجمع جميع تلك الأفعال و الجرائم المرتكبة في حق الشعب الجزائري منذ سنة 1830 إلى غاية استقلال الوطن. وأبرز الوزير أن الأرشيف الموجود في الجزائر الذي يشهد على الجرائم المرتكبة من طرف المستعمر الفرنسي "ضخم و كبير" و آثاره تظهر للعيان في الميدان مستشهدا في ذلك بالأسلاك الشائكة التي أقامها المستعمر بالحدود الغربية و الشرقية و المقصلات و كذا كبار معطوبي حرب التحرير الوطني. كما تحدث عن إحصاء أزيد من 2.000 مفقود إبان ثورة التحرير الجزائرية بالمعتقلات و السجون و مراكز التعذيب و الاستنطاق الفرنسية. وأكد الطيب زيتوني أن دائرته الوزارية تتوفر على "أدلة و وثائق تثبت العدد المقدم من المفقودين خلال هذه المرحلة" التي عبث فيها المستعمر الفرنسي بالشعب الجزائري مشيرا إلى أن ملف هؤلاء المفقودين قد تسبب "في إحراج " للجانب الفرنسي خلال طرحه على طاولة النقاش. وعلى صعيد آخر ذكر السيد زيتوني أن هناك لجنة أخرى على مستوى الوزارة تعمل على جمع وقائع ثورة التحرير الوطني و المقاومة الوطنية و الحركة الوطنية في كتب خاصة وأشرطة وثائقية سمعية بصرية سيتم توزيعها على الأطوار التعليمية الثلاث. وحذر بالمناسبة من وجود "أطراف أجنبية في الضفة الأخرى تريد طمس الهوية الجزائرية وتاريخها و رسالة الشهداء و المجاهدين و ثورة الفاتح نوفمبر من خلال كتابة التاريخ على حسب أهوائها" في ظل التطور السريع الذي تشهده شبكة الأنترنيت. وقد اشرف وزير المجاهدين خلال زيارته لولاية سعيدة على تدشين معلمين تاريخيين يحملان قرابة 260 اسم شهيد ببلديتي المعمورة و الحساسنة. وبملحقة المتحف الجهوي للمجاهدين بحي النصر بعاصمة الولاية استمع السيد زيتوني إلى شهادات حية لمجاهدين اثنين شاركا في معركة أولاد بخالد بسعيدة التي وقعت سنة 1959 و التي أسفرت عن استشهاد 10 مجاهدين. كما أشرف على توزيع الأوسمة على عدد من عائلات الشهداء و بعض من مجاهدي المنطقة. وشملت زيارة الوزير توزيع مجموعة من إصدارات وزارة المجاهدين تحمل عناوين مختلفة لفائدة مكتبة جامعة الدكتور مولاي الطاهر و مكتبة المطالعة العمومية "ونزار عبد الكريم" بمدينة سعيدة.