تابع الجمهور الاردني مساء يوم الثلاثاء بمركز الحسين الثقافي بالعاصمة الاردنية عمان المسرحية الجزائرية " الثلث الخالي" للمسرح الجهوي للعلمة و لمؤلفها محمد شواط و إخراج تونس آيت علي مبديا استحسانا وتجاوبا كبيرين لمجريات هذه المسرحية التي قدمت ضمن فعاليات مهرجان " طقوس المسرح الدولي". وقد صفق الجمهور الحاضر مطولا للممثلات الثلاث اللواتي استطعن بحضورهن الملفت على الركح وأدائهن المتقن في طرح موضوع نسائي حساس يتعلق بأحلام و طموحات المطلقة و العاشقة و الرافضة للعلاقة الزوجية بكل ثقلها الاجتماعي و الاختلاف الجلي بينها. و في خضم الصراع الثلاثي الذي استطاعت المخرجة تونس آيت علي أن تحوله إلى مشاهد فيها الكثير من الفرجة احيانا و الجرأة في بعض الأحيان بتطرقها لحالات و مواقف و أنماط تفكيرية و سلوكية لا تؤدي كلها إلى السعادة الزوجية فأعطت الانطباع بأن المرأة هي ضحيتها الأولى بتركيزها على ما تعيشه المرأة من تهميش لدورها في الحياة الزوجية و حتى العلاقة العاطفية قبل الزواج. وتفاعل الحضور من اردنيين ومن جنسيات عربية اخرى وحتى اجانب مع فكرة نص المسرحية. مؤكدين في تصريحات لواج ان المخرجة " تمكنت بمهنية كبيرة من وضع لمسات فنية ولوحات راقصة بتقنيات عالية على تفاصيل المسرحية التي جسدتها الممثلات بكل روعة وتمكن". وعبرت المخرجة تونس من جهتها عن فرحتها للتجاوب الكبير الذي ابداه الجمهور الاردني تجاه العرض المسرحي الذي يعد -- حسبها-- "لبنة جديدة في مسار التاسيس لمسرح نسوي جزائري ". وأضافت أن المهم بالنسبة لها هو الحضور " القوي" للهجة الجزائرية في هذا المهرجان الدولي من خلال " الثلث الخالي" التي تم اختيارها لتمثل الجزائر في هذا المهرجان نظرا لمستواها العالي ومعالجتها الدرامية والكوريغرافيا العصرية التي طبعتها". وكشفت بان المسرحية سيتم عرضها قريبا في العاصمة المصرية القاهرة كما انها ستنزل ضيفة على مهرجان مسرحي بالمغرب. وفي ردها على سؤال يتعلق بمشاريعها قيد التحضير قالت المخرجة الجزائرية بأنها بصدد التحضير لكوميديا موسيقية كبيرة تروي تاريخ الجزائر تحت عنوان " بابا مرزوق" مشيرة الى ان ترتيب هذا العرض سيكون في غضون شهرين. مسرحية "الثلث الخالي" التي ألفها الكاتب المسرحي محمد شواط وضعت هموم المرأة مركز معالجة وطرح وذلك من خلال محاكمة افتراضية لراهن عاشته المرأة ولا تزال تعيشه كما حاكت هموم المرأة وأفصحت عن تراكمات البنية النفسية لها في ظل مجتمع يصر على إقصاء كيانها عمدا من خلال تساؤلات طرحتها حيث قدمت لوحة خاصة لألمها الذي يختلف باختلاف معاناتها فتتحدث عن معاناة وعذابات امرأة تجهلها زوجها وخانها مع امرأة أخرى ومعاناة امرأة تركها حبيبها بعد أن وعدها بحياة سعيدة كما تحدثت عن معاناة امرأة اضطرتها الحياة للتمرد على قوانين الطبيعة والمجتمع والقوانين الإلهية وأصبحت ترى في الزواج عائقا في ممارسة حياتها اليومية وفي تحقيق أحلامها وطموحها. وشاركت المسرحية الجزائرية في مهرجان "عشيات طقوس المسرحية" الدولي في دورته التاسعة الى جانب عشرة عروض اخرى ومن المنتظر ان يسدل الستار على التظاهرة الاربعاء بعد خمسة ايام من التنافس والفرجة.