أكد وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون اليوم السبت بالجزائر، على ضرورة جعل المدينة الجديدة سيدي عبد الله التي تستعد لتسليم شطرها الأول في 11 ديسمبر المقبل نموذجا عمرانيا لباقي المدن الجديدة. وأوضح السيد تبون خلال اجتماع تنسيقي مع مسؤولي مختلف المشاريع المقررة في المدينة أنه "يتعين إنجاز سيدي عبد الله وفق تصميم عمراني جد مدروس يراعي أدق التفاصيل، لتكون فيما بعد نموذجا في بناء الأقطاب الحضرية والمدن الجديدة الأخرى". وينتظر في 11 ديسمبر المقبل تسليم الشطر الأول من المدينة الجديدة والذي يضم حوالي 10 آلاف سكن في صيغتي البيع بالإيجار (عدل) والترقوي العمومي فضلا عن تجهيزاتها العمومية المرافقة والمحلات التجارية الجوارية. ووجه الوزير في هذا الإطار تعليمات صارمة للتقيد بآجال الانجاز "لكن دون إهمال البعد الجمالي وجودة البناء في كل تفاصيله". وسيتم لهذا الغرض تشكيل لجان فرعية للتنسيق بين المسؤولين لمتابعة الانجاز في مختلف المجالات ومنها المساحات الخضراء ، الهياكل التعليمية والروضات، نظافة الأحياء وأنظمة جمع القمامات، المحلات التجارية، الطرق الداخلية والخارجية، مداخل الاحياء، وفضاءات الألعاب والتسلية. وبخصوص المحلات التجارية، شدد السيد تبون على وجوب جاهزيتها لدى تسليم السكنات وان تمنح لاصحابها بكل شفافية مع الاهتمام بالانشطة التجارية ذات الأولوية في الحياة اليومية للسكان. "في تصورنا العمراني، يجب ان تكون مختلف الانشطة التجارية وغيرها قريبة من حياة المواطن وان تلامس واقعه المعاش" يشدد السيد تبون مشيرا إلى أهمية "التصميم وتوزيع الانشطة بطريقة تلائم نمط حياة الجزائري". كما أوصى الوزير بتسريع وتيرة الاشغال فيما يتعلق بالالواح الكهروضوئية وكذا الالياف البصرية. وحضر الاجتماع المدراء العامون لكل من المدينة الجديدة لسيدي عبد الله، الوكالة الوطنية لتطوير السكن وتحسينه، المؤسسة الوطنية للترقية العقارية، المركز الوطني لهندسة البناء، فضلا عن ممثلي مؤسسات الانجاز لاسيما مجمع "كوسيدار" وكذا المدراء المركزيين للقطاع. وعقب الاجتماع أجرى الوزير زيارة تفقدية لمختلف الاحياء السكنية في طور الانجاز لاسيما مشروع 1.067 سكن ترقوي عمومي وكذا مشروع 4.622 مسكن "عدل" حيث بلغت نسبة تقدم الاشغال في داخل الحي 95% بالنسبة للطرقات، 100 % بالنسبة للربط بالماء الشروب، و90 % بالنسبة لشبكة الصرف الصحي و60% بالنسبة للكهرباء. وجدد الوزير تأكيده خلال الزيارة على ضرورة الاهتمام بالطابع الجمالي وتفاصيل الشكل النهائي ودمج هذا البعد في الصفقات الجديدة. وصرح قائلا "دخلنا الآن مرحلة التفاصيل. والصعوبات تكمن عادة في هذه التفاصيل، لذا فإننا سنكون حريصين كل الحرص على متابعة كل ما ينجز بالمجهر". وتمتد المدينة الجديدة لسيدي عبد الله على مساحة 7 آلاف هكتار بالجنوب الغربي للعاصمة. و يتضمن المخطط العام للمدينة الجديدة 27 حيا سكنيا أين تمت برمجة مشاريع لانجاز حوالي 54 الف وحدة. وفضلا عن القطب السكني، يشمل مخطط المدينة قطبا صيدلانيا وآخر جامعي صحي وتكنولوجي وقطب للترفيه والتسلية. ويتكفل تجمع لشركات عمومية على رأسها كوسيدار بإنجاز أشغال التهيئة والطرقات والشبكات المختلفة في المدينة الجديدة بعد ظفرها بصفقتين تبلغ قيمتهما الاجمالية 84 مليار دج.