ما يزال زخم الجهود و المساعي الدولية متواصلا من أجل إعادة بعث مسار التسوية في الصحراء الغربية بما يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره. وفي هذا الإطار، جدد الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون أمس الثلاثاء من مراكش (المغرب) التأكيد على "ضرورة دفع مسار المفاوضات في الصحراء الغربية طبقا للوائح مجلس الأمن ذات الصلة". وشدد الأمين الأممي -خلال لقائه مع العاهل المغربي محمد السادس على هامش اشغال ندوة الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية "كوب22" في مراكش- على ضرورة إحراز تقدم في عملية التفاوض المتعلقة بمخطط السلام الاممي في الصحراء الغربية وفق ما تدعو اليه قرارات مجلس الامن الدولي و لوائح الاممالمتحدة ذات الصلة. وكان مجلس الأمن قد طالب باستئناف المفاوضات مؤكدا في لائحته 2285 لسنة 2016 التي تمدد عهدة البعثة الاممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (مينورسو) إلى غاية عام 2017 - على أهمية مواصلة مسار التحضير لجولة خامسة من المفاوضات حول الوضع النهائي للصحراء الغربية. وفي إطار المساعي المبذولة في هذا الاتجاه، جدد الاتحاد الأوروبي دعمه لجهود الأمين العام للأمم المتحدة للتوصل إلى "حل يكفل للشعب الصحراوي حق تقرير المصير في سياق ترتيبات تتماشى مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأممالمتحدة". وأكدت منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد فيديريكا موغيريني في رد مكتوب على أسئلة وجهت اليها من طرف الكتلة البرلمانية "السلام للشعب الصحراوي" بالبرلمان الأوروبي - تناقلتها وسائل الإعلام الصحراوية ان الاتحاد "يتابع عن كثب حالة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية" و يعرب عن "قلقه البالغ إزاء استمرار انتهاكات حقوق الانسان في الأراضي الصحراوية المحتلة وسياسة الإفلات من الأعقاب المنتهجة من طرف النظام المغربي احماية المتورطين في الانتهاكات ضد الصحراويين". أما الاتحاد الافريقي الذي يرافع دوما عن القضية الصحراوية و عدالتها فلم يتوان عن دعم جهود الأممالمتحدة لتجاوز الانسداد في مسلسل السلام في الصحراء الغربية. وتتجلى مواقفه في جميع قرراته ذات الصلة والتي تدعو الى إجراء مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع (المغرب وجبهة البوليساريو) بدون شروط مسبقة من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل دائم ومقبول لدى الطرفين يكفل تقرير المصير للشعب الصحراوي في سياق ترتيبات منسجمة مع مبادئ ومواثيق الأممالمتحدة. ففي كل مناسبة يكرر الاتحاد القاري دعواتها إلى تكثيف الجهود من اجل إجراء استفتاء في الصحراء الغربية ويدعو بهذا الخصوص الى تعزيز الجهود الدولية و تكثيف التنسيق باتجاه التنظيم العاجل لاستفتاء من اجل تقرير مصير شعب الصحراء الغربية بما يستجيب وقراراته وتوصيات الأممالمتحدة ذات الصلة. - ندوة برشلونة..رسالة قوية لاسبانيا لتحمل مسؤوليتها التاريخية إزاء حق الشعب الصحراوي- أوضح السفير الصحراوي على هامش لقاء إعلامي تم تنظيمه امس الثلاثاء بالجزائر حول (اتفاقية مدريد الثلاثية) أن الندوة الأوروبية المقبلة للتضامن والتعاون مع الشعب الصحراوي المقررة يومي الجمعة و السبت المقبلين باسبانيا ستكون "فرصة لمطالبة إسبانيا بتحمل كامل مسؤوليتها إزاء النزاع في الصحراء الغربية وستبعث برسائل إلى اسبانيا من أجل مراجعة اتفاقية مدريد و كذا الاعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره خلال فترة ترؤسها لمجلس الأمن الدولي بداية الشهر المقبل". ومن المقرر أن يشارك الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي مرفوقا بوفد هام في أشغال هذه الندوة الأوروبية السنوية للتضامن مع الشعب الصحراوي والتي ستعقد ببلدة فيلانوفا بمدينة برشلونة. وحسب المنظمين فستكون الطبعة الجديدة لهذا الحدث السنوي -الذي تتناوب على تنظيمه منذ عام 1975 وبشكل دائم العديد من المدن الأوروبية (باريسبرشلونةرومابروكسل فالنسيا مدريد ومدن أخرى)- "أهم طبعة" للحركة الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي لكونها ستستقبل مشاركين من جميع أنحاء العالم. واستجابة لنداء تنسيقية الجمعيات المتضامنة مع الشعب الصحراوي تظاهر السبت الماضي مئات الأشخاص الذين قدموا من مختلف مناطق اسبانيا في ذكرى مرور 41 عاما على "اتفاقية مدريد الثلاثية" التي سمحت للمغرب باحتلال الأراضي الصحراوية بطريقة غير شرعية. ودعا الحزب الاشتراكي الاسباني حكومة بلاده إلى "ضرورة" إيجاد حل للنزاع بالصحراء الغربية ابتداء من ديسمبر المقبل عندما تتولى اسبانيا رئاسة مجلس الأمن لمنظمة الأممالمتحدة. وطالب الاشتراكيون في بيان لهم الحكومة الاسبانية بوضع جميع الإجراءات تحت تصرفهم لاسيما- الديبلوماسية "بهدف ايجاد حل للنزاع بالصحراء الغربية من خلال احترام اللوائح الأممية التي تضمن الحق في تنظيم استفتاء حول تقرير مصير الشعب الصحراوي". كما أكد الاشتراكيون في الحكومة الاسبانية "ضرورة" دعم و ترقية الحوار بين المغرب و جبهة البوليساريو ودعم عمل بعثة الاممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء حول تقرير المصير بالصحراء الغربية (مينورسو) بما يمكن من ايجاد حل سلمي ودائم واحترام حقوق الانسان في الصحراء الغربية و الابقاء على المساعدات الانسانية للاجئين الصحراويين.