دعا المشاركون في الملتقى الوطني الأول حول "الشباب والوعي الأمني : رؤية إستشرافية حول بناء السلم والاستقرار الاجتماعي" المنظم يوم الأربعاء بغليزان إلى ضرورة إشراك المواطن في المنظومة الأمنية. وأبرز المتدخلون في هذا اللقاء المنظم بالمركز الجامعي "أحمد زبانة" بغليزان الدور الأساسي للمواطن في تعزيز الأمن في المجتمع. وفي هذا الإطار أكد سعد الدين بوطبال من جامعة خميس مليانة في مداخلته حول "الوعي الأمني واستراتيجيات بنائه وفق التحديات الراهنة" على دور الشراكة الأمنية الاجتماعية التي تساهم في توفير الأمن والاستقرار بالمجتمع من خلال توعية الشباب بالمخاطر التي تهدده وتحسيسه بكيفيات تجنبها. كما أبرز المحاضر تأثير عامل الفراغ على الشباب "الذي يقوده إلى الانحراف وارتكاب بعض الجرائم" مشيرا إلى دور الأسرة والمؤسسة التعليمية والمسجد في حماية الشباب من مختلف السلوكات الانحرافية والجرائم. وركز الملازم أول للشرطة عابد ولد ملحة في مداخلة حول "البرامج التحسيسية للمديرية العامة للأمن الوطني ودورها في نشر الوعي الأمني" على دور الحملات التحسيسية التي تمس المتمدرسين في الأطوار التعليمية الثلاثة على مدار السنة في مجال السلامة المرورية والآفات الاجتماعية وكذا مخاطر الأنترنت. وأشار ذات الملازم أول للشرطة إلى أن هذه الحملات من شأنها العمل على حماية الأطفال باعتبارهم الفئة الأكثر عرضة لمختلف أشكال الجريمة بسبب عدم إدراكهم للمخاطر. كما دعا إلى ضرورة تفعيل الشراكة والتعاون بين مصالح الأمن الوطني والأولياء ومختلف الجمعيات ووسائل الإعلام لنشر الثقافة المرورية والوعي الأمني. ومن جهته أكد الإعلامي والجامعي الجيلالي عباسة من جامعة وهران في محاضرته حول "أهمية الإعلام في تنمية الوعي الأمني لمواجهة التهديدات المتنامية" أن جهود الأجهزة الأمنية مهما تعاظمت وتعددت "فلن تستطيع تحقيق الغايات الأمنية من توعية ووقاية ومكافحة و مراقبة وحفظ للأمن بمفردها والتي لابد لها من إشراك فاعلين ومنهم الإعلام الذي له القدرة على جعل المجتمع يتعاون بفعالية مع مختلف الأجهزة الأمنية ويبلغ عن الجرائم." وأبرز ذات المحاضر دور الإعلام في تحسيس المواطن بمسؤوليته في التعاون مع أجهزة الأمن وبالتالي إدماجه في المنظومة الأمنية داعيا إلى ترشيد الخطاب الإعلامي بما يسمح بتحصين المجتمع من التيارات الفكرية المشبوهة وتعزيز ثقته بمستقبل البلاد. وسيتطرق المحاضرون خلال اليوم الثاني من الملتقى غدا الخميس إلى محاور "الشباب والتنمية : قراءة في المقدرات والحاجات من خلال المجتمع الجزائري" و"مشكلات الشباب (النفسية والاجتماعية والتربوية والانحراف والجريمة والجريمة الإلكترونية والمخدرات والسرقة وسلوك الشغب)" وكذا "ماهية الوعي الأمني ومقوماته في إطار الاستقرار الاجتماعي لدى الشباب". كما سيتم أيضا مناقشة محاور تخص "مبادئ الشرطة الجوارية في التكفل بمشاكل الشباب" و "الوعي الأمني لدى الشباب في ظل العولمة الثقافية وتكنولوجية وسائل التواصل الحديثة" و "الأساليب والتوجهات العالمية الحديثة في بناء الوعي الأمني وثقافة السلم لدى الشباب". وينتظم هذا الملتقى بمبادرة من مخبر الدراسات الاجتماعية والنفسية والانثربولوجية للمركز الجامعي "أحمد زبانة" لغليزان بالتعاون مع أمن ولاية غليزان بمشاركة أستاذة جامعيين وباحثين من مختلف جامعات الوطن.