شكّل الملتقى الدولي حول (الثقافة الأمنية ومكافحة الجريمة في المجتمع العربي المتغيّر) الذي افتتح الثلاثاء الماضي بقاعة المحاضرات (عبد المجيد علاهم) بجامعة (محمد بوضياف) بالمسيلة محورا لعدد من الباحثين والأكاديميين من جامعات وطنية وعربية وبمشاركة القيادة العامّة للدرك الوطني والأمن الوطن، حسب ما كشف عنه عميد كلّية العلوم الإنسانية والاجتماعية الدكتور بن يمينة السعيد الذي أوضح أن هذا الملتقى تمّ خلاله التطرّق إلى العديد من المحاور كالثقافة الأمنية ومكافحة الجريمة واقع ودلالات والمقاربات النّظرية المرتبطة بالنظم والأنساق الثقافية وواقع القيم الاجتماعية ذات الدلالة الأمنية في عملية التنشئة الاجتماعية وتقديم نماذج عن النظم والأنساق الثقافية المحدّدة للثقافة الأمنية في المجتمعات العربية وتأثيرات النّظام الإعلامي الدولي على ثقافة المجتمع العربي ونماذج تاريخية عن مظاهر الثقافة الأمنية في تاريخ المجتمعات الإسلامية ومخلّفات الحقبة الاستعمارية وتأثيرها على السلوك والثقافة الأمنية والمجتمعات العربية. وهو نفس ما ذهب إليه رئيس الملتقى الدكتور تيفان بوبكر الذي أكّد أن المتتبّع لمراحل تطوّر المجتمعات البشرية يلاحظ أنها لا تكاد تخلو من وسائل وآليات ضبط في الحياة الاجتماعية حتى وإن اختلفت من ثقافة إلى أخرى إلاّ أنها تجعل الفرد من المجتمع، خاصّة وأن العديد من الحكومات والوزرات تعمل على تفعيل المنظومات التوعوية التوجيهية والإرشادية بمساهمة الأجهزة الأمنية والتثقيفية بمختلف أنواعها ولأجل صقل وثتقيف سلوكيات الأفراد واتجاهاتهم وإرساء ثقافة أمنية فاعلة تعمل المؤسسات المجتمعة على رفع درجة الوعي الأمني وترسيخ الفكر والنقد الواعي لمختلف جوانب الحياة، مشيرا إلى أن هذا الملتقى يأتي لتسليط الضوء على هذه الإشكالية المطروحة من خلال مداخلات وأبحاث أمبريقية ومقاربات أكاديمية أملا في القيام بعمليات التوصيف والتحليل ومحاولة تقديم بعض المقترحات للإسهام في توضيح الرؤى وتدعيم البرامج التوعوية والوقائية الأمنية لتحقيق هدف ترسيخ ثقافة أمنية لدى الفرد والمجتمع ككل، ممّا يساهم في حفظ الأمن واستقرار المجتمع لمواصلة مسار التنمية والتقدّم بوعي. وقد تمّ خلال اليوم الأوّل للملتقى الدولي افتتاح المعرض الإعلامي لمؤسسة الدرك والأمن الوطني والاستماع إلى عرض المقدّم دبّيح زهر الدين من قيادة الدرك بالشرافة، والذي قدّم أرقام وإحصائيات عن المجتمع الجزائري، ليفسح المجال لمداخلات ولمكافحة الجريمة السلبية ودور الدرك الوطني في مجال الوقاية من الإجرام ومداخلات أخرى تصبّ كلّها حول دور الثقافة الأمنية والقيم الاجتماعية، بالإضافة إلى الإعلام الأمني ودور الإعلام في الوقاية من الجريمة والانحراف واستراتيجيته ودور شبكات التواصل الاجتماعي في مكافحة الجريمة شأنها شأن التوعية في المدارس والمؤسسات العقابية والتخطيط الأمني وبرامج الحكومة ودورها في تفعيل إرساء ثقافة الأمن والسلم.