أكد مفوض مجلس الأمن والسلم للاتحاد الإفريقي، إسماعيل شرقي، اليوم الأربعاء أنه بالرغم من التقدم الملموس في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في القارة الإفريقية غير أن تهديد الظاهرة لا زال "أكثر تعقيدا" بعد تزايد المخاوف من عودة أكثر من 2000 إرهابي من العراقوسوريا واليمن الى المنطقة، الأمر الذي يتطلب تضافر وتنسيق أكثر للجهود الإقليمية. وفي كلمة خلال افتتاح أشغال الاجتماع العاشر لنقاط الارتكاز للمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب بالجزائر العاصمة، أكد السيد شرقي،أنه تم تحقيق "تقدم ملموس" في إطار مكافحة التطرف العنيف، بفضل التعاون بين أعضاء القارة الإفريقية من خلال الآليات التي تم إنشاؤها واللقاءات التي يتم تنظيمها باستمرار في هذا الشأن. وحسب السيد شرقي، فإن دول المنطقة تسعى لوضع "إستراتيجية قارية" مع تحديد إمكانيات كل دولة سواء عن طريق المركز الإفريقي للأبحاث والدراسات أو الافريبول أو عن طريق اجتماعات هيئة نواكشوط أو جيبوتي أو من خلال القوات المتوفرة في الميدان لمكافحة الإرهاب. وشدد السيد شرقي على "ضرورة إيلاء أولوية قصوى" للقارة السمراء لا سيما بمنطقة الساحل والقرن الإفريقي ومنطقة بحيرات التشاد، التي تعرف-كما قال- "تهديدات أمنية كبيرة ومعقدة لا سيما وسط المخاوف من عودة نحو 2500 إرهابي فار من سوريا واليمن والعراق إلى أوروبا او مواطنهم الأصلية في إفريقيا" مبرزا أن "هناك معلومات تفيد بوصول العديد من هذه العناصر إلى القارة من اليمن عبر الصومال". وفي ليبيا بعد تمكن القوات الحكومية من استرجاع مدينة سرت من يد تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية /داعش/ الإرهابي فقد بات من الضروري أخذ الحذر والحيطة أكثر من أي وقت مضى عبر الحدود في دول الساحل مع ضرورة توفير "مراقبة دائمة لمواجهة هذا الخطر". وبالنظر إلى كل هذه التحديات لفت السيد شرقي، إلى "ضرورة بذل المزيد من الجهود لتنسيق الجهود ووضع التجهيزات الخاصة التي تمكن من التحكم في الجريمة بكل أنواعها"، مشددا في السياق على "الجريمة المعلوماتية" التي اعتبرها ممثل الإتحاد الإفريقي "من أكثر المجالات خطورة بالنظر الى إستخدامها الواسع وتأثيرها على الإيديولوجيات". آلية (أفريبول) تباشر عملها أواخر جانفي المقبل وعن الآليات الإفريقية لمكافحة الإرهاب في القارة السمراء كشف السيد شرقي أنه "يتطلع أن تباشر آلية التعاون بين أجهزة الشرطة الإفريقية (أفريبول) عملها ابتداء من جانفي المقبل" وهذا بعد عقد قمة الإتحاد الإفريقي المقرر تنظيمها في نهاية جانفي. وأوضح السيد شرقي أنه "تم الانتهاء من كل الترتيبات القانونية والتقنية لبعث هذه المؤسسة التي ستمكن من تضافر أفضل لجهود دول المنطقة لمكافحة مختلف الآفات التي تواجهها القارة". وأشار السيد شرقي بالمناسبة إلى وجود العديد من القوات الإفريقية التي تحارب الإرهاب في إفريقيا في الوقت الراهن لا سيما ببحيرة التشاد ضد جماعات بوكو حرام وكذا في روندا و الصومال أما في مالي فقد تم تجنيد فرقة خاصة من منظمة (الإيغاد) وفرقة حماية أخرى في جنوب السودان وهي كلها كما قال السيد شرقي، قوى إفريقية تعتبر "النموذج الأمني" الذي سيتم تعميمه في العديد من مناطق النزاع في القارة في إطار آلية الافريبول. وستكون لهذه الفرق الأمنية، يضيف السيد شرقي، "ميزة خاصة" من حيث فعالية التدريب القوي وخاصة قواعد الإلتزام للسماح لها بالبحث عن الإرهابيين وتحديد أماكن تواجدهم وبالتالي محاربة الجماعات المتطرفة من خلال إحداث إختلال في "الإقتصاد الاجرامي" لكل الشبكات الاجرامية التي لها صلة بالجماعات الإرهابية من تهريب للبشر وتهريب المخدرات وزغسيل اموال الى غيرها. و قد افتتحت أشغال الإجتماع العاشر لنقاط الإرتكاز للمركز الافريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب بحضور الأمين العام لوزراة الشؤون الخارجية، حسان رابحي، و ممثلي المؤسسات الافريقية التابعة للمركز الافريقي للدراسات و الابحاث حول الارهاب و المنظمات الشريكة للمركز ومفوض السلم و الامن بالاتحاد الافريقي، اسماعيل شرقي، و مدير المركز الافريقي للدراسات و الابحاث حول الارهاب و الممثل الخاص للاتحاد الافريقي للتعاون ضد الارهاب لاري غبيفلو-لارتي اسك، اضافة الى ممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. و سيخصص الاجتماع لتقديم تحليل و عرض حال حول الارهاب في افريقيا من أجل تحسين التنسيق في مجال مكافحة الارهاب و تحديد سبل و طرق ترقية أليات مكافحة الإرهاب، حسب المنظمين.