أجمع مشاركون في تظاهرة الصالون الدولي للتمور ببسكرة يوم الاثنين على أن مسألة ترقية شعبة التمور وتكثيف صادراتها نحو السوق الدولية تحظى بأولوية قصوى لدى المتعاملين الاقتصاديين الوطنيين وفق ما ورد في انطباعات تحصلت عليها "وأج" بعين المكان. و قد أكد في هذا السياق رئيس غرفة التجارة والصناعة الزيبان عبد المجيد خبزي بأن إرادة قوية تحدو عديد من المهنيين للتحكم في مفاصل هذه المعركة المتشعبة من خلال حرصهم الدءوب على جودة المنتوج وانتقاء مواد التغليف وتطبيق أسعار تنافسية والتسابق للإلمام بالمهارات المرتبطة بممارسة مهنة التصدير حتى يتسنى لهم التموقع في السوق الدولية في نهاية المطاف. وأضاف ذات المهني بأن السعي من أجل رفع حصة الصادرات من التمور الجزائرية التي لا تتعدى إجمالا عتبة 30 ألف طن سنويا وتكريس مقاربة جعل سلة التمور ضمن البدائل عن المحروقات في مجال التصدير يعد طموحا "مشروعا" مشيرا في هذا السياق إلى أن "قنطارا واحدا من التمور ثمنه 500 دولار أمريكي أي ما يعادل قيمة 10 براميل نفط". من جهته أكد المندوب الجهوي للجمعية الوطنية لمصدري التمور سليم حدود أن الدولة الجزائرية بذلت ما في وسعها بل و"أكثر" لمرافقة المصدرين ولم تدخر أي جهد لوضع الآليات المساعدة على فتح بوابة التصدير على مصراعيها وبالتالي فإن الكرة هي بكل -كما قال في مرمى الناشطين في الحقل لرفع التحدي. وحسب ذات المتحدث وهو منتج ومصدر للتمور من مدينة طولقة بولاية بسكرة فإن التمورالجزائرية متداولة حقيقة على موائد المستهلكين عبر عديد البلدان من مختلف القارات لكن التطلع يكمن في مضاعفة عمليات التصدير مستدركا بالقول " بالنسبة لي شخصيا أقوم بالتصدير نحو 26 بلدا منها الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا و الإمارات العربية المتحدة وفرنسا." وما ينغي أخذه في الحسبان أيضا أن مشتقات النخيل يمكن أن تشكل رافدا للصادرات الجزائرية وجلب العملة الصعبة لاسيما منها المنتجات التي مادتها الأولية من التمر على غرارالمربى وعسل التمر والكحول الغذائي مثلما ذهب إليه مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف بولاية بسكرة يوسف سي العابدي. اعتماد المؤشر الجغرافي لصنف دقلة نور قوة دافعة نحو التصدير كما اعتبر الأمين العام للغرفة الفلاحية ببسكرة عطاء الله بوزيدي أن وضع المؤشر الجغرافي في غضون هذه السنة لصنف دقلة نور هو في حد ذاته "بشرى سارة" للمتدخلين في الشعبة و قفزة عملاقة دون شك لحماية هذه السلعة الوطنية من كل ضرر خاصة من آفة التهريب وجعلها تتبوأ مكانة مميزة في السوق العالمية دون تحريف هويتها الجزائرية. و أضاف في هذا السياق إذا كان هذا المنتوج في سنوات سابقة ضحية للتهريب أحيانا ويتم تسويقه انطلاقا من بلدان أخرى بعد تهريبه بهوية مزورة فبالإمكان الآن أن يدرك المستهلك عبر العالم أنها علامة جزائرية بامتياز وبالتالي يسعى نحو استيرادها من موطنها الأصلي. و ذكر نفس المتحدث بأن أنشطة التهريب التي طالت هذه الثروة كانت لها عواقب سلبية اجتماعيا واقتصاديا كونها أفرزت وضعية "مؤلمة" للاقتصاد الوطني وأحدثت حالة من الارتباك لدى المتعامل الوطني لكنها أسهمت بشكل أو بآخر في عملية الترويج لهذا المنتوج الوطني ولذلك فإن الأمر يفرض على المتعامل الوطني أخذ زمام المبادرة الآن. يذكر بأن الصالون الدولي للتمور (صيداب) في نسخته الثانية لهذه السنة و الذي تحتضنه المدرسة الجهوية للرياضات الأولمبية بعاصمة الزيبان على مدار 4 أيام قد أشرف على افتتاحه أول أمس السبت وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد السلام شلغوم بحضور وفود ديبلوماسية معتمدة بالجزائر ممثلة لما يقارب 30 بلدا.