اعتبر المحاضر بلقاسم زقرير يوم الاربعاء خلال أشغال الملتقى الوطني الأول حول المرجعية الدينية الوطنية أن خطاب الأئمة في المساجد يلعب دورا هاما في حفظ الوطن من الفتن. واعتبر المحاضر و هو أستاذ بمعهد تكوين الإطارات الدينية بميلة في مداخلته بعنوان "دور الأئمة في الحفاظ على وحدة الأمة" أن المسجد هو صمام الأمان بالنسبة للأمة و أن الإمام هو من يحافظ على وحدة الوطن من خلال خطابه في المسجد. كما أكد بأن الأئمة لا بد أن يشتغلوا على ثلاثة محاور لضمان تأديتهم لخطاب صحيح أولها المحور التشريعي معتبرا أن المذهب المالكي الذي تنتهجه الجزائر لم يدع يوما للتشتت قبل أن يطالب بجعل تواصل بين الدين كشريعة و التدين كفقه. ودعا الأئمة بالمناسبة إلى تحسين خطابهم الديني للحفاظ على الوحدة السياسية للوطن الأمر الذي يفرض --حسبه-- أن يتحلوا بوعي سياسي مشيرا في هذا السياق إلى تسجيل عجز في الخطاب الديني ببعض المساجد و أن الحل لتجاوزه يكمن --كما قال-- في إعادة النظر في تكوين الإمام. من جهته ذكر الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة و موظفي الشؤون الدينية و الأوقاف جلول حاجيري بأن المرجعية الدينية الوطنية هي الأساس المتين لأي دولة للحفاظ على استقرارها مضيفا أنه من الضروري جعل قاعدة أرضية سليمة للعيش في سلام و أمان قبل. وقال بأنه من بين مطالب التنسيقية التي يمثلها هو الحفاظ على المرجعية الوطنية التي من خلالها سيتم --كما قال-- الحفاظ على وحدة الأمة مشيرا إلى أن المذهب المالكي هو مذهب السلف الصالح و يجب السير وفقه و الحفاظ عليه. وقد تطرق المشاركون في هذا الملتقى الوطني الذي يدوم ثلاثة أيام إلى عديد المحاور أهمها دور المرجعية الدينية الوطنية في المحافظة على هوية الأمة و عوامل ترسيخ المرجعية الدينية الوطنية في مؤسسات الدولة. ويهدف هذا الملتقى المنظم من طرف كل من مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف لسكيكدة والتنسيقية الوطنية للأئمة و الذي يأتي تتويجا للقافلة إلتي جابت ولاية سكيكدة لمدة شهر للتعريف بالسيرة النبوية الشريفة إلى إبراز أهمية المرجعية الدينية الوطنية في الجزائر و كذا ترشيد الفتاوي الفقهية لمنع الاختلال الفكري و السلوكي في المجتمع. كما يهدف الملتقى --حسب المنظمين-- إلى نشر العلم الشرعي المستند إلى الضوابط و الأصول العلمية المعتمدة و تحذير المجتمع من الأفكار الهدامة و التعرف على جهود علماء الجزائر في الحفاظ على المرجعية الدينية الوطنية.