اجمع مشاركون في ندوة فكرية نظمت يوم الجمعة بتيميمون (220 كلم شمال أدرار) على أن تراث أهلليل شكل ضمانة حقيقية لتراث أهلليل بمنطقة قورارة عبر العصور الغابرة. وفي هذا الجانب أشار الدكتور بن خالد عبد الكريم من جامعة أدرارفي مداخلة حول الرمزية السوسيو ثقافية في أهلليل إلى أن هذا التراث اللامادي أصبح من احد الطقوس الصوفية التي ميزت علاقة الإنسان القوراري و ارتباطه في وجوده بهويته المقاومة لمختلف التغيرات مما جعله جزءا حاضرا في مختلف مراحل حياة المجتمع إذ لا يمكن الحديث عن قورارة دون ذكر أهلليل. وأضاف المتحدث خلال هذا اللقاء الذي نظم بالمكتبة العمومية للمطالعة بتيميمون على هامش الطبعة العاشرة لمهرجان أهلليل أن هذا التراث كان مصدرا فعالا في تكريس الرقابة الثقافية و الاجتماعية على الأفراد من خلال الأعراس و المناسبات التي تحضر فيها معاني الرغبة في التلاحم و رص الصف وعدم التشتت التي تبرز في قصائد أهلليل التي تؤدى في هذه المواعيد. من جانبه أبرز الدكتور عبد الطاهر من جامعة أدرار أهمية العمل الأكاديمي و دوره في إعطاء قيمة علمية مضافة و ثمينة لتراث أهلليل من خلال الجهود العلمية و التي قام بها الباحثان الجزائريان مولود معمري و رشيد بليل والتي كرست قاعدة أكاديمية لهذا التراث الشفهي كان لها الأثر الايجابي المباشر في التعريف بهذا اللون الثقافي لدى اكبر الهيئات الثقافية العالمية. و دعا المتدخل ذاته إلى ضرورة تثمين هذا المكسب من خلال اخذ زمام المبادرة من طرف كل الفاعلين لحمل مشعل هذا التراث و إيصاله للأجيال من خلال تعزيزجهود البحث و التدوين و التوثيق لتراث أهلليل حتى لا يكون ضحية الإهمال و الضياع و الاندثار كما وقع لبعض الألوان التراثية في عدد من ثقافات الشعوب. و بدوره استعرض السيد بابولا عبد العالي الذي يعد من احد المهتمين بالشأن الثقافي لمنطقة قورارة علاقة المرابطين والموحدين من قبائل زناتة بتراث أهلليل وواقعه في ظل التحولات الاجتماعية التي شهدتها المنطقة منذ القرن الخامس الهجري. و في هذا الجانب أشار عبد العالي إلى أن المرابطين هم من ادخلوا العزف على الوتر في تراث أهلليل بعد قدومهم إلى المنطقة متأثرين بالثقافة الأندلسية مما ولد تحفظا و معارضة شديدة لهذا الإجراء من طرف دولة الموحدين التي جاءت بعدهم مما افقده تلك النكهة الموسيقية التي عادت إليه بعد سقوط دولة الموحدين. و أبرز المتدخل من خلال هذه المقاربة مدى قدرة تراث أهلليل على البقاء و مسايرة كل الدويلات و الحضارات التي تعاقبت على منطقة المغرب العربي حيث مكنه هذا الحضور من أن يصبح شاهدا على مختلف الأحداث التي شهدتها المنطقة في تلك الحقب التاريخية. و تتواصل فعاليات المهرجان الثقافي الوطني أهلليل في طبعته العاشرة من خلال الوصلات التراثية التي تقدمها الفرق المشاركة على مستوى مسرح الهواء الطلق بتيميمون خلال السهرات المبرمجة من طرف محافظة المهرجان. و أتاحت هذه الفعاليات فرصة سانحة للزوار و للسياح الوافدين على المنطقة من التعرف على هذا التراث العريق و الاحتكاك به من خلال حضور هذا السهرات الليلية و التجاوب بكل عفوية مع ما تردده هذه الفرق من قصائد على إيقاعات الطبل و نغمات البانقري و أنين الناي و تصفيقات أفراد الفرق. و من المرتقب ان يسدل الستار على فعاليات المهرجان في سهرة اليوم التي ستتواصل حتى ساعة متأخرة من الليل يتم خلالها تكريم الفرق المشاركة في إنجاح التظاهرة إلى جانب قراءة التوصيات من طرف هيئة التنظيم لأخذها بعين الاعتبار في الطبعة القادمة.