عرف قطاع الفلاحة بميلة "قفزة نوعية" خلال 2016 التي شكلت سنة استثنائية بامتياز لهذه الولاية التي كانت تكنى عبر التاريخ ب"مملكة الحبوب و الألبان" و شكلت خزانا "لسيرتا" القديمة. و شكلت سنة 2016 "منعرجا حاسما" من حيث النهوض بقطاع الفلاحة في الجزائر بتحولها إلى "مرحلة الامتياز" و ذلك تزامنا مع تراجع أسعار المحروقات في السوق العالمية. فقد حققت حملة الحصاد للموسم الفلاحي 2015-2016 رقما لم يسبق تسجيله في تاريخ هذه الولاية إذ بلغ 2 مليون و 688 ألف و088 قنطار من الحبوب على مساحة ب 108 آلاف قنطار أي ما يعادل 45 % من مجمل المساحة الزراعية (237557 هكتارا) حسبما علم من مسؤولين بقطاع الفلاحة. ويتوزع هذا الإنجاز "التاريخي" وفقا لمدير المصالح الفلاحية رابح فرداس الذي اعرب عن "ارتياحه" لهذه النتائج على 1مليون و 548 ألف و 510 قنطار من القمح الصلب مقابل 540 ألف و 639 قنطار من القمح اللين و 529 ألف و 554 قنطار من الشعير بالإضافة إلى 6 ألف و 285 قنطار من الخرطال الذي يستعمل لعلف للماشية. كما تم تسجيل أرقام "قياسية" في ميدان المردودية وصلت إلى 70 قنطارا في الهكتار الواحد بالنسبة للقمح اللين و الشعير ببعض المناطق إلا أن متوسط الإنتاج بلغ في هذا المجال 35 قنطارا في الهكتار الواحد بالمناطق الشمالية للولاية التي تعرف بتساقط غزير للمطر مقابل 25 قنطار في الهكتار الواحد بجنوبها. ميلة من بين الولايات الأولى في إنتاج الحبوب و قد أرجع مدير القطاع النتائج المحققة و التي جعلت ولاية ميلة من بين الولايات الأولى في إنتاج الحبوب خلال الموسم الفارط, إلى "التحسن الكبير" في مجال إتباع المسارات التقنية للحبوب و كذا معالجة الأعشاب الضارة عبر 65 ألف هكتارا و كذا استعمال الأسمدة الفوسفاتية و الآزوتية و التي قدرت خلال الموسم الفارط ب170 ألف قنطار. ولم تكن عمليات تسميد مساحات الحبوب بالولاية تتجاوز 17 ألف قنطار كانت تستعمل عادة على مستوى المزارع النموذجية. من جهة أخرى شمل السقي التكميلي انطلاقا من الوديان و الآبار العميقة و الحواجز المائية 40 ألف هكتار من المساحات المخصصة للحبوب بجنوب الولاية. كما مكنت حملة الحصاد لموسم 2015-2016 من جمع 1 مليون و 466 ألف قنطار من الحبوب عبر المخازن التابعة لتعاونية الحبوب و البقول الجافة كما أفاد مدير المصالح الفلاحية. و سخرت هذه الأخيرة مخازنها التي تصل قدرة تخزينها الإجمالية 1 مليون و 350 ألف قنطارا كما استنجدت بقدرات تخزين إضافية على مستوى 12 ولاية أخرى بالوطن. وكشفت ذات الحملة حسب مسؤولي القطاع الفلاحي بالولاية عن الحاجة لقدرات تخزين إضافية بالولاية بما يواكب تطور إنتاج الحبوب بالجهة. و يوجد حيز انطلاق الأشغال حاليا لمشروع إنجاز مخزن كبير للحبوب بسعة نصف مليون قنطار بالتلاغمة ستباشر أعماله شركة صينية كما تقدمت أشغال إنجاز مخزن آخر بسعة 200 ألف قنطار بتاجنانت بنسبة 65 بالمائة على أن تنطلق قريبا أعمال إنجاز مشروع مخزن ثالث بزغاية بسعة 100 ألف قنطار وفقا للسيد فرداس. إنتاج عالي في البقوليات و العدس في المقدمة لطالما عرفت منطقة ميلة في القديم بإنتاج البقول الجافة ومنها الحمص و العدس لتسجل سنة 2016 أرقاما عالية جعلت هذه الولاية "رائدة" حاليا في إنتاج البقوليات. وقال مدير المصالح الفلاحية رابح فرداس أن الموسم الفلاحي 2015-2016 شهد تخصيص مساحة هامة للبقوليات تقدر ب2575 هكتارا, ما مكن من إنتاج 35093 قنطارا من البقول الجافة (حمص و فول و بزلاء و عدس ) منها 26400 قنطار من العدس المحلي ذو النوعية الجيدة المطلوبة كثيرا في السوق. كما سجل مسؤولو القطاع بالمناسبة تحقيق "أرقام قياسية" في المردودية بلغت 30 قنطارا في الهكتار و ذلك بمساحات فلاحية تقع ببلدية بن يحيى عبد الرحمان التي تعد إلى جانب وادي العثمانية و فرجيوة و شلغوم العيد و وادي النجا و ميلة من بين أهم مناطق إنتاج البقوليات في الولاية. ومن أبرز عوامل تطور إنتاج البقوليات محليا التي تبقى المساحة المخصصة لها مرشحة لتصل إلى 3500 هكتار في المستقبل, إسهام مؤسسة ''أكسيوم" الخاصة للخدمات الفلاحية بوادي سقان و التي تسهل عرض البذور و المكننة للمنتجين كما تستقبل إنتاجهم في نهاية الموسم. و تبذل مجهودات بولاية ميلة حاليا لامتصاص الأراضي البور لفائدة زراعات الحبوب و البقول الجافة فضلا عن إجراءات أخرى لحماية و استغلال الأراضي الفلاحية. وأمام زراعتي الحبوب و البقول الجافة بولاية ميلة مستقبل زاهر حيث سيشرع خلال الأشهر الأولى من سنة 2017 تشغيل الشطر الأول من محيط السقي الفلاحي للتلاغمة انطلاقا من سد بني هارون و الذي يشمل 1142 هكتارا من أصل 4447 هكتار لكامل المحيط. و يسخر ذلك للسقي التكميلي وكذا تنويع المنتجات الفلاحية المختلفة على غرار الخضر منها الطماطم الصناعية التي ستدخل لأول مرة في الدورة الزراعية بهذه الولاية.