استهجن السفير الصحراوي بالجزائر، بشرايا حمودي بيون، اليوم السبت صمت مجلس الأمن الدولي إزاء تجاوزات المحتل المغربي للشرعية الدولية وتعطيله لمسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، داعيا المغرب إلى احترام التزاماته ومنها المتعلقة بتوقيعه و تصديقه على الإعلان التأسيسي للاتحاد الإفريقي. جاء ذلك في تدخل للسفير الصحراوي خلال محاضرة نشطها اليوم رئيس الهيئة الصحراوية للبترول والمعادن، غالي الزبير، وتناولت حقائق وأرقام حول نهب الثروات الصحراوية. وقال الديبلوماسي الصحراوي بخصوص انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ان "المغرب رمى بنفسه في مغامرة خطيرة"، فبعد حكم المحكمة الأوروبية نهاية العام الماضي بعدم سريان مفعول اتفاقيات التجارة و التبادل بين الاتحاد الأوروبي و المغرب على الأراضي الصحراوية المحتلة، و هو القرار الذي لا رجعة فيه، تأتي مغامرة الاتحاد الإفريقي، ف"المغرب رهينة وضعية أخرى لأنه مطالب بأن يلتزم على ما وافق عليه الآن ضمن الاتحاد الإفريقي". وقال السيد بشرايا انه بمناسبة القمة القادمة للاتحاد الإفريقي "كل الدول ستطالب المغرب و تساؤله حول احترام ما وقع عليه من نصوص الاتحاد". وجدد السيد بشرايا تمسك الشعب الصحراوي وقيادته بخيار السلم الا انه "لم يستبعد اللجوء إلى خيارات أخرى لمواجهة التجاوزات المغربية وانتهاكاتها المتواصلة بالصحراء الغربية" . وتطرق الدبلوماسي الصحراوي في هذا الخصوص إلى الوضع بمنطقة "الكركرات"، والذي قال انه "يهدد بلا شك السلم في المنطقة". واشار إلى ان جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراوي، قدمت مؤخرا عبر ممثلها لدى الأممالمتحدة، أحمد بوخاري، رسالة لمجلس الامن بشأن الوضع بكركرات، الواقعة في أقصى الجنوب على الحدود مع موريتانيا، تضمنت احتجاجا لخروقات المغرب بالمنطقة. كما اشار الدبلوماسي الصحراوي إلى أن الامين العام للامم المتحدة استقبل امس السيد احمد بخاري الذي قدم له نفس الاحتجاجات مع التأكيد على أن الوضع على حافة مواجهة عسكرية وعلى المجلس أن يوقف المغرب عند حده. "لاشك أن الكركرات اليوم هي الحلقة الأساسية في كل هذه المعركة وان حل الوضع بها مرتبط بالحل النهائي للصراع " يضيف السيد بشرايا. واستهجن السفير الصحراوي استمرار استخدام المغرب لمعبر الكركرات الذي يدر عليه ارباحا طائلة من خلال تصدير مواد باتجاه افريقيا وعمله لكل ما في وسعه على أن تبقى هذه البوابة مفتوحة. واعطى السفير الصحراوي بعض الأرقام فيما يخص الموضوع، حيث قال ان أكثر من 1000 شاحنة كل واحدة تحمل عشرين طنا من السلع و البضائع تمر يوميا باتجاه غرب إفريقيا قادمة من المغرب الذي يحصد عائدات ما استنزفه من خيرات الصحراء الغربية التي يحتلها. واوضح السيد بشرايا ان محاولة الاحتلال تعبيد الطريق الذي يعد "خرق آخر لوقف اطلاق النار" يهدف إلى زيادة عدد الشاحنات التي يصدر بواسطتها المغرب باتجاه افريقيا، مذكرا أن المحتل المغربي هو المستفيد الكبير من استعمال هذا المعبر وبالتالي يغضبه تواجد وحدات عسكرية من جيش التحرير الصحراوي في المنطقة. و ذكر السيد بشرايا مجددا بأن "المعبر (الكركرات) في حد ذاته حالة غير قانونية والمغرب قام بخرق وقف اطلاق النار لما فتحه منذ حوالي 18 سنة".