أكدت وزيرة التربية الوطنية, نورية بن غبريت , يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة, أن معالجة ظاهرة العنف المدرسي تتطلب معالجة الفشل المدرسي بشكل "جذري". و اوضحت السيدة بن غبريت على هامش عرض "الاستراتيجية القطاعية للوقايةومكافحة العنف في الوسط المدرسي" أن التلاميذ الذين يعانون من الفشل المدرسي هم الشريحة الاكثر عنفا" داعية إلى معالجة مشكل الفشل المدرسي لمحاربة ظاهرة العنف بشكل "جذري". واعتبرت الوزيرة ان هدف الوزارة "لا يكمن في البحث عن "المذنب" و انما الوقاية من العنف من خلال تظافر جهود الجميع لخلق "مناخ مدرسي ملائم" يسمح للتلاميذ بمتابعة دروسهم, من جهة و الاساتذة من تقديم تعليم نوعي, و المسؤولين من تسيير شؤون المدرسة و الأولياء بعدم التوتر والقلق بشأن ابنائهم. و من بين الحلول التي ذكرتها السيدة بن غبريت, حلولا بيداغوجية تربوية اجتماعية واخرى ثقافية , مركزة على ضرورة وقوف مدير المؤسسة او مساعده امام باب المؤسسة التربوية عند دخول وخروج التلاميذ لتفادي حدوث حالات العنف. كما دعت الأولياء إلى "مراقبة ابنائهم عند استعمال الانترنت" و لاسيما عند تصفح مواقع التواصل الإجتماعي, كما وعدت بتنظيم حملات تحسيسية في هذا الإطار. و باعتبار ظاهرة العنف تطورت بصفة "مقلقة" خلال السنوات الأخيرة -كما قالت الوزيرة في كلمتها- فان توجه الوزارة يندرج في اطار "منهجي و نسقي", مؤكدة ان الاستراتيجية المقترحة من طرف الوزارة تتضمن جانبين "اجراءات ملموسة و انية للحد من الظاهرة" و" اجراءات وقائية" . و يشمل النوع الأول من الإجراءات "المعاينة ,التبليغ على الحالة ثم التكفل بها ,و هي اجراءات -تقول الوزيرة- "تأخذ بعين الإعتبار الفضاء الذي تم فيه الفعل العنيف" بحيث يختلف بروتوكول التدخل بحسب الفضاء. و من جهة اخرى اعتبرت ان ميثاق الأخلاقيات التربوية الذي "نأمل ان يتجسد ميدانيا في اقرب وقت" يعتبر "افضل صورة لهذا التكاثف خدمة لمصلحة المتعلم و استقرار المدرسة". و في هذا الإطار دعت المسؤولة الاولى عن القطاع الى" ضمان احترام القوانين و النظام الداخلي وسلامة الأشخاص و الممتلكات" . كما دعت مختلف القطاعات الى بناء جسور التعاون و الوقاية من خلال النشاطات التربوية والبيداغوجية و الاجتماعية و الثقافية داخل المؤسسة. و اعتبرت ا ان مختلف افراد الجماعة التربوية هم أطراف في السياسة الوقائية, كما تستند السياسة الوقائية -تضيف بن غبريت- على تكوين الاساتذة للتكفل بظاهرة العنف في الوسط المدرسي. كما جددت الوزيرة عزمها على التكفل بالظاهرة بشكل "شامل ودائم و ليس بشكل جزئي و ظرفي", كما ذكرت بمختلف الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لا سيما الاتفاقية التي وقعتها مع وزارة الداخلية و وزارة الدفاع الوطني التي تضع اليات الوقاية.