إحصاء 40 ألف حالة عنف مدرسي سنويا كشفت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت، عن تنصيب فوج عمل وزاري مشترك تضم مدراء التربية ومسؤولي الوزارة ومصالح الأمن الوطنية للمباشرة في البحث عن أسباب تنامي ظاهرة العنف في الوسط المدرسي الذي أخذ منعرجا خطيرا، بالموازاة مع ذلك، فقد تقرر رفع دوريات الشرطة أمام المؤسسات التربية وعدد أعوان الأمن بالقرب من المحيط المدرسي حفاظا على سلامة التلاميذ. وقالت الوزيرة إنه في إطار محاربة العنف في الوسط المدرسي وضمن جملة من التدابير تم اتخاذها، تم تنصيب فوج عمل وزاري مشترك سيعمل على تقديم اقتراحات عملياتية وإجراءات وقائية للتكفل بهذه الظاهرة، استجابة لدعوة أولياء التلاميذ والشركاء الاجتماعيين الذين سبق أن طالبوها بحماية التلاميذ من العنف في المحيط المدرسي، بعد حالات القتل التي عرفتها بعض المؤسسات التربوية منذ بداية السنة التي بلغت ثلاثة خلال شهرين. وجددت المسؤولة الأولى لقطاع التربية نورية بن غبريت حرص وزارتها على محاربة العنف في الوسط المدرسي بشكل "شامل ودائم" عبر جملة من الإجراءات البيداغوجية والتنظيمية والمؤسساتية. واعتبرت بن غبريت أن الوقاية من العنف في الوسط المدرسي ومحاربته يعتبر من أولويات الوزارة، مبرزة حرصها على التكفل بهذه الظاهرة بشكل شامل ودائم. وشددت بن غبريت على أن ظاهرة العنف في الوسط المدرسي أخذت أبعادا مقلقة، مما يؤثر سلبا على المناخ السائد في الوسط المدرسي. وتأتي اللجنة بعد الارقام المرقبة التي اضحت الوزارة تتلقاها يوميا حول معدلات العنف المدرسي وحتى القتل دخل حرم المؤسسات التعليمية، التي كان قد سلط الضوء عليها المفتش العام لوزارة التربية الوطنية نجادي مسقم. وأكد المفتش العام لوزارة التربية الوطنية نجادي مسقم إحصاء حوالي 40 ألف حالة عنف مدرسي سنويا عبر مختلف المؤسسات التربوية. وقال في هذا الخصوص إن الوزارة لجأت إلى تبني مقاربة جديدة لحل المشاكل الناجمة عن العنف المدرسي ومكافحة هذه الظاهرة الخطيرة تتمثل فى استحداث خلايا إصغاء لانشغالات ومشاكل التلاميذ على مستوى المؤسسات التربوية يشرف عليها مفتشون مختصون في الوساطة. وأشار مسقم إلى أن الوزارة الوصية عمدت إلى تغيير استراتيجيتها في تسيير هذه الأزمات وذلك للحد من انتشارها الذي ما فتئ يتفاقم يوما بعد يوم، حيث لفت إلى أن حوالي 260 ألف حالة عنف تم إحصاؤها مابين عامي 2000 و2014 في الوسط المدرسي، وقعت بين المتمدرسين أنفسهم أو بين الأساتذة والمتمدرسين أو ما بين الأساتذة في حد ذاتهم. ونقل المتحدث مخاوف 63 بالمائة من التلاميذ من العنف المدرسي الذين يفضلون البقاء في بيوتهم، حسب ما كشفت عنه دراسة تمت عبر 400 ثانوية استهدفت حوالي 400 ألف طالب، أظهرت أنهم يهابون الدراسة في محيط عدائي، الأمر الذي حرك وزيرة التربية لاعتماد استراتيجية لمكافحة العنف في الوسط المدرسي، بعد أن تجاوزت حالات العنف لتصل إلى حد القتل. وفي إطار الاتفاقية المبرمة بين وزارة التربية ومديرية الأمن الوطني تلقت الوزيرة مقترحات من أجل الإكثار من عدد أفراد الشرطة والدرك والجيش داخل المحيط المدرسي وكذا الإكثار من الدوريات حول المؤسسسات التربوية وهذا من أجل الحفاظ على سلامة التلاميذ من أجل مزاولة دراستهم على أحسن حال وكذلك من أجل القضاء على ظاهرة المخدرات التي تعتبر أخطر الآفات الاجتماعية.