أكد وزير الشؤون الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة أن المغرب مطالب بالتعاون مع خليفة كريستوفر روس و احترام التزاماته الخاصة التي وقعها و وافق عليها رسميا. و أوضح السيد ولد السالك خلال ندوة صحفية نشطها بالسفارة الصحراوية بالجزائر أن "المشكل المطروح اليوم لا يكمن في المرشحين لمنصب ممثل الأممالمتحدة و/أو المبعوث الشخصي المستقبلي للامين العام إلى الصحراء الغربية و إنما فيما سيقدمه المغرب كرد على عمل الفريق المقبل لبعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية (مينورسو)". و تساءل في هذا الصدد "هل سيتعاون المغرب مع الأممالمتحدة و يحترم التزاماته التي وقعها و وافق عليها رسميا و المتمثلة في مخطط التسوية الذي توصل إليه الطرفان (جبهة البوليساريو و المغرب) في سنة 1991 ". واضاف السيد ولد السالك قائلا "هل ستسمح فرنسا لمجلس الأمن بتحمل مسؤولياته و بالتالي إعطاء الأمر للمينورسو باستكمال مهمتها المتمثلة في تنظيم استفتاء لتقرير المصير ". كما أكد الوزير انه "من غير الممكن في الظرف الحالي الحديث عن إرادة المغرب في التعاون مع الأممالمتحدة حول هذه المسالة و المتمثلة في اتفاق حول خليفة السيد روس و الذي سيحظى بقبول الطرفين. و أضاف يقول أن "الصحافة قد أشارت إلى مرشحين محتملين لخلافة السيد روس و يتعلق الأمر بجون بولتن المندوب الأمريكي السابق لدى الأممالمتحدة و وزير الشؤون الخارجية الاسباني الأسبق ميغال موراتينوس. و استطرد رئيس الدبلوماسية الصحراوية أن "الأمر لا يعدو أن يكون إلا مناورات إعلامية صادرة سيما عن وسائل الإعلام المغربية". في هذا الصدد أوضح السيد ولد السالك أن "السيد كريستوفر روس مرتبط بالأممالمتحدة من خلال عقد ينتهي في نهاية شهر مارس و عادة عند وصول أمين عام أممي جديد يقوم جميع المبعوثين الخاصين بتقديم استقالاتهم للرئيس الجديد للأمم المتحدة وبالتالي يعود لهذا الأخير قبول أو رفض الطلب". كما أشار ولد السالك إلى انه "بعيدا عن احتمال تقديم كريستوفر روس لاستقالته أو أرغم على ذلك فقد لاحظنا أن عمل المبعوث الخاص و الأمين العام السابق بان كي مون و عمل جميع هيئات/وأدوات الأممالمتحدة قد قام المغرب بعرقلتها". و بالتالي -يضيف الوزير- "يمكننا القول بان استقالة روس هي بمثابة رسالة إدانة للموقف المغربي و شجب لتواطؤ بعض أعضاء مجلس الأمن مع المحتل المغربي". و استطرد في هذا السياق أن "روس قد حاول من خلال لقاءات مع الأطراف (...) دفع اسبانيا و فرنسا خاصة للعمل من اجل إقناع المغرب برفع العراقيل أمام جهود الأمين العام الاممي بغية تسوية للنزاع". أما فيما يخص الوضع في الكركرات -أكد السيد ولد السالك- أن ما أعلنه المغرب بخصوص انسحاب قواته من المنطقة "لا أساس له من الصحة" مضيفا أن "السلطات المغربية تحاول تغليط الرأي العام الدولي و كأنها قامت بمبادرة ايجابية من خلال سحب قواتها لكن الأمر غير ذلك". القوات المغربية لازالت بالكركرات و أشار في هذا الخصوص إلى أن "المغرب قد فتح بشكل أحادي بابا تسمح له بالتجارة و التصرف في المناطق المحتلة على أنها إقليمه الخاص خارقا بذلك بنود وقف إطلاق النار المتوصل إليه مع جبهة البوليساريو تحت إشراف الأممالمتحدة". و أضاف أن "ذلك يشكل خرقا لوقف إطلاق النار". كما أكد أن 'القوات المغربية لا زالت بالكركرات و تسهر على تلك الثغرة التي فتحتها في جدار الدفاع الذي يشكل الخط الفاصل بين القوات المغربية و الصحراوية منذ سنة 1991" مذكرا بان "هذا الطريق قد نددت به الأممالمتحدة منذ بداية سنوات 2000". و دعا في هذا الخصوص "كلا من الأممالمتحدة و المينورسو للسهر على احترام الاتفاق العسكري بين جبهة البوليساريو و المغرب بخصوص وقف إطلاق النار و أن تقوم الأممالمتحدة بتحمل مسؤولياتها في هذا الملف". و أضاف أن "هذا التواطؤ على مستوى مجلس الأمن هو سبب فشل محاولات المجتمع الدولي". و خلص السيد ولد السالك في الأخير إلى القول بان العراقيل التي يضعها المغرب بدعم من البلدان المؤثرة كانت السبب في استقالة مستخدمين امميين كما حدث مع جيمس بيكر و قبله بيتر فان فالسوم الذي صرح حينها قائلا "ارفض أن أكون مستخدما لدى المغرب".