اعتبر رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله يوم الثلاثاء بالهامل بولاية المسيلة أن الجزائر "وقف للشهداء لا تتجزأ و لا توزع". وأوضح السيد غلام الله خلال كلمة ألقاها بمجمع الجهاد ببلدية الهامل ضمن احتفالية تكريم المجاهد عبد الدائم عبد الدائم الذي قام بإنجاز هذا المجمع على حسابه الخاص والذي يضم متحفا و قاعة للعرض و أخرى للاجتماعات بأن المجاهد عبد الدائم أعطى "نموذجا للوفاء للشهداء الذين يتوقون إلى تحقيق مشروعهم في بناء جزائر مستقلة موحدة و قوية". وذكر السيد غلام الله بالمناسبة بأن المجاهد عبد الدائم يكون بهذا الإنجاز قد أدى رسالته في التحرير و بعد الاستقلال و أثبت وفاءه لدينه و ثقافته و تراثه و أصالته. من جهته اعتبر مؤمن القاسمي شيخ زاوية الهامل أن إسهام المجاهد عبد الدائم في إنجاز هذا الصرح يعد نموذجا لرغبة كتابة التاريخ الذي يأخذ بعين الاعتبار جانب الانتماء إلى الدين الإسلامي الحنيف و الوقف التابع له من زوايا و مرافق دينية و ثورية مضيفا بأن المجاهد عبد الدائم قد أسهم في دعم آليات كتابة التاريخ الوطني عامة و تاريخ الجزائر خاصة . وكشهادة عن المجاهد عبد الدائم ذكر من جانبه الرائد عمر صخري الذي كان ضابطا في الولاية التاريخية السادسة بأنه عرف المجاهد عبد الدائم في أواخر العام 1958 حينما قدم إلى بوسعادة للتحقيق في قضية تخص الثورة و هو ما جعله ملازما له بعد ذلك أثناء الثورة و بعد الاستقلال الذي قدم خلاله إسهاما ماديا ومعنويا في الثورة و في معركة البناء و التشييد على حد تعبيره. من جهته أشار الدكتور محمد لحسن زغيدي إلى أن إسهام المجتمع المدني و دعمه لكتابة تاريخ الثورة تتأتى عبر مبادرات مثل التي قام بها المجاهد عبد الدائم بإحدى قلاع الثورة وهي بلدية الهامل. وأكد الدكتور زغيدي بالمناسبة بأنه وجب دعم تدريس تاريخ الثورة في جميع المراحل التعليمية إذ لا يكفي --حسبه-- تدريس طلبة التاريخ سداسي واحد حول تاريخ الثورة. واعتبر أن نقل التاريخ إلى الأجيال القادمة يتأتى عبر دعم التظاهرات الثقافية و العلمية التي تقام احتفاء بالثورة التحريرية وذلك حفاظا --كما قال-- على الذاكرة الجماعية على شاكلة ما قام بها المجاهد عبد الدائم عبد الدائم. تجدر الإشارة إلى أنه تم تكريم المجاهد عبد الدائم بوسام الذاكرة التي تمنحه جمعية مشعل الشهيد للمجاهدين و المؤرخين بهدف الحفاظ على الذاكرة الوطنية كما أشار إلى ذلك رئيسها محمد عباد.