أخفقت كل محاولات الضغط التي قام بها المغرب خلال سنة 2017 من أجل التأثير على موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية حول قضية الصحراء الغربية على الرغم من المبالغ الهامة التي صُرفت في واشنطن من أجل تغيير السياسة الامريكية حول الصحراء الغربية. كما فشلت الدبلوماسية المغربية مرة أخرى حين رفض مجلس الشيوخ الامريكي شهر أكتوبر الفارط اجراء في إطار الميزانية الفيديرالية الامريكية لسنة 2018 يسمح للمغرب بإنفاق مساعدة مالية أمريكية في الصحراء الغربية. أما بخصوص الاجراء الذي تبناه الكونغرس الامريكي بإيعاز من اللوبي المغربي والذي يعترف بالمغرب كقوة مديرة داخل الأراضي الصحراوية المحتلة, فيتعارض مع موقف الإدارة الأمريكية التي أعربت عام 2016 عن رفضها التام لتنفيذ هذا الإجراء. و قد اقتضى الامر تدخل مجلس الشيوخ من أجل إفشال هذه المحاولة الرامية إلى تغيير موقف رسمي ثابت للإدارة الامريكية. من جانبها صرحت مساعدة سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى الأممالمتحدة ميشال ج سيسون أنه " لا بد من تغيير هذا الوضع بحيث يتعين على الأطراف أن يتركوا البعثة تقوم بعملها دون أي تدخل في ظل احترام الاتفاقيات الموجودة". كما سجل الجهاز التنفيذي للولايات المتحدة نفس الملاحظة في تقرير وجهه للكونغرس الامريكي في شهر نوفمبر الفارط مؤكدا أن الإجراءات العقابية التي فرضها المغرب على بعثة المينورسو قد نجم عنها عرقلة عمل البعثة الأممية من خلال منعها من أداء مهامها. وقد تلى ذلكي النداء الذي وجهه مجلس الشيوخ الأمريكي للسفيرة نيكي هيلي لحث مجلس الأمن على إيجاد حل لهذا النزاع الذي طال امده, معربا عن "انشغاله العميق" من عرقلة مسار السلام في الصحراء الغربية. تجدر الإشارة الى أن الخلافات لا تزال قائمة بين واشنطن والرباط حيال تسوية هذه المسألة المتعلقة بتصفية الاستعمار. وأكدت الولاياتالمتحدةالأمريكية, التي نشرت في 2017 جزء من مراسلاتها الدبلوماسية المتعلقة بشمال إفريقيا, أن احتلال الأراضي الصحراوية من طرف الملك الراحل الحسن الثاني كان "إلحاقا بالقوة". و تنظر واشنطن بامتعاض لقيام المغرب بإفشال جهود المبعوثين الأمريكيين كريستوفر روس وجيمس بيكر وكذا اعتراضه على تعيين مبعوث خاص جديد أمريكي لكونه يتمتع بدعم كتابة الدولة. كما ان فشل الموعد الذي كان مقررا بين الملك محمد السادس والرئيس ترامب بميامي (فلوريدا) في شهر أبريل الفارط والذي تداولته وسائل الإعلام الدولية والمغربية, يترجم حجم الخلاف بين الجانبين.