دفعت مؤسسة مجمع الشريف للفوسفاط عام 2016 ما يتراوح بين 250.000 و 1.000.000 دولار أمريكي ل"مجموعة التفكير أتلنتيك كاونسيل"، مقابل خدمات دبلوماسية لصالح ملف الصحراء الغربية التي يحتلها المغرب بدعم من فرنسا. وقد تم الإعلان عن المبلغ الذي ضخته الرباط على موقع "أتلنتيك كاونسيل"، بالإضافة إلى تبرع آخر تراوحت قيمته بين 25.000 و 50.000 دولار قدمه المركز الثقافي المغربي الأمريكي، الذي هو على اتصال دائم بمجمع الشريف للفوسفاط الذي يعد اللوبي الرئيسي للمغرب. وقد نشرت مجموعة التفكير التي تعمل كلوبي قائمة تضم المتبرعين لسنة 2016 ، حيث ضمت أكبر الشركات البترولية في الخليج والولايات المتحدةالأمريكية. وكانت المغرب تأمل نتيجة لذلك أن يحدث تغيير بشأن الموقف الأمريكي من الملف، مراهنة على أحد أبرز شخصيات مجموعة التفكير، بيتر فام الذي كان مرشحا آنذاك أن يشغل منصب نائب كاتب الدولة مكلف بالشؤون الأفريقية في إدارة ترامب الجديدة، لكن السيد فام يدير حاليا مركز تفكير حول أفريقيا تابع لمجموعة التفكير هذه. في الوقت الذي ينفق فيه المغرب ملايين الدولارات كل سنة من أجل الضغط على الكونجرس ليتراجع عن موقفه حيال النزاع في الصحراء الغربية، يظهر مشروع القانون المتعلق بتمويل العمليات الخارجية لكتابة الدولة، المعتمد من قبل مجلس الشيوخ، أن "مجهودات اللوبي الصحراوي، و حتى لو أنها أقل من حيث التمويلي قد أعطت ثمارها"، حسب ما كتبه الموقع الأمريكي "المنيتور" المتخصص في مسائل الشرق الأوسط و شمال إفريقيا. و صادقت لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ مؤخرا على مشروع ميزانية تتعلق بتمويل كتابة الدولة و نشاطاتها في الخارج، حيث تم التأكيد مجددا على إمكانية استعمال الدعم الأمريكي الممنوح إلى المغرب في الأقاليم الصحراوية المحتلة بعدما تتم الاستشارة بين الكونغرس و المينورسو. و أقصى مجلس الشيوخ الرباط من تسيير هذه التمويلات في الأقاليم المحتلة، حيث يرى أن إيكال هذه المهمة إلى المغرب سيكون بمثابة الاعتراف بها بطريقة غير مباشرة كقوة مديرة. و أكدت قائمة التبعيات و الأقاليم ذات السيادة الخاصة، المعدة من قبل كتابة الدولة، مرة أخرى أن الإدارة الأمريكية لا تعترف بالسيادة المزعومة للمغرب على إقليم الصحراء الغربية. و لم تغير كتابة الدولة التي أدخلت في نهاية 2016 بعض التغييرات في اللائحة من موقفها بشأن الإقليم الصحراوي مؤكدة أن سيادتها "لم تحدد بعد". و يتوافق الموقف الأمريكي مع موقف الأممالمتحدة التي تعتبر أن الصحراء الغربية إقليم غير مستقل ينتظر تصفية الاستعمار، كما أن واشنطن ابتعدت في مناسبات عن مخطط الحكم الذاتي المقدم من قبل المغرب بترك الأممالمتحدة تعمل لوحدها دون أن تحدد لها الطريق الواجب إتباعه.