يلتقي اليوم الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، الأمين العام الأممي بان كي مون وبمبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس، إضافة إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي بمقر الأممالمتحدة بمدينة نيويوركالأمريكية. ويأتي لقاء الرئيس الصحراوي بالمسؤولين الأمميين بعد أربعة أيام من زيارته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، التقى خلالها بمسؤولين بكتابة الدولة وممثلين عن الكونغرس ومنظمات غير حكومية معنية بقضايا حقوق الإنسان وحمايتها. وعبر الرئيس الصحراوي في ختام زيارته إلى واشنطن عن تفاؤله بنتائجها، وقال إن "المسؤولين الأمريكيين الذين التقيت بهم أنصتوا باهتمام لرسالتنا بخصوص مسألة الصحراء الغربية، مما يجعلنا متفائلين بنتائجها. وأضاف، أنه في الوقت الذي تمر فيه قضية الصحراء الغربية "بفترة حاسمة على الصعيد السياسي ومسائل حقوق الإنسان، تأتي هذه الزيارة لتحسيس الإدارة الأمريكية ومنظمة الأممالمتحدة، بأهمية المساهمة أكثر لإحراز تقدم في الملف الصحراوي، ليس فقط من أجل حل سلمي بل أيضا بهدف تحسين وحماية حقوق الصحراويين في أراضي الصحراء الغربية المحتلة". وشدد الأمين العام لجبهة البوليزاريو على أهمية الدور الذي تقوم به الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة من أجل إحراز تقدم في الملف الصحراوي، من خلال تشجيع مواصلة المفاوضات التي يعمل الطرف المغربي على عرقلتها منذ سنة، وقال إن تضافر هذه الجهود سيؤدي في النهاية إلى تصفية الاستعمار في هذا الإقليم المحتل، بالسماح للشعب الصحراوي من ممارسة حقه الثابت في تقرير المصير عبر تنظيم استفتاء حر ونزيه. ووصف المباحثات التي أجراها مع مسؤولي كتابة الدولة الأمريكية ب«الهامة جدا"، وأكد أن مسؤولي الخارجية الأمريكية وأعضاء مجلس الشيوخ وغرفة النواب الجمهوريين والديمقراطيين، عبروا خلال هذه المباحثات عن "الدعم الثابت" للأمم المتحدة وكريستوفر روس لتحقيق تقدم في مسار المفاوضات بين طرفي النزاع". كما شكلت مسألة حقوق الإنسان الصحراوي والانتهاكات التي يتعرض لها في المدن المحتلة من طرف أجهزة الأمن المغربية محل اهتمام المسؤولين الأمريكيين. وهو الاهتمام الذي أبداه الكونغرس منذ عام 2011 أثناء تبنيه لقانون يشترط منح المساعدة العسكرية الأمريكية للمغرب باحترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وإلزام كاتب الدولة الأمريكي بتقديم تقرير حول وضعية حقوق الإنسان للصحراويين سنويا للكونغرس. وبخصوص تعيين الرئيس الأمريكي لسامانتا بوير مؤخرا سفيرة للولايات المتحدة في الأممالمتحدة، وهي إحدى المدافعات عن قضايا حقوق الإنسان، قال الرئيس عبد العزيز إنه تلقى "بتفاؤل كبير" هذا التعيين وكذا تعيين سوزان رايس في منصب مستشارة للأمن القومي للرئيس باراك أوباما. يذكر، أن رايس كانت عرضت شهر أفريل الماضي على مجلس الأمن بصفتها ممثلة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة، مشروع لائحة حول إدراج ضمن بعثة "المينورسو " آلية لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، لكن المشروع عرقل من طرف بعض الأعضاء رغم الانشغال الذي أبدته كتابة الدولة وعدد من المنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان، والأممالمتحدة بخصوص هذه القضية. وهي المبادرة التي جدد الرئيس الصحراوي بخصوصها شكره للمسؤولين الأمريكيين، باعتبارها شكلت إنذارا حقيقيا باتجاه المغرب، للكف عن خروقاته السافرة لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.