يسعى القائمون على شعبة تربية النحل بولاية الشلف إلى الترسيخ لثقافة اقتناء العسل كغذاء وتشجيع المنتوج المحلي وهذا في إطار دعم النحّالين وترقية تجارة العسل ودخول غمار المنافسة الاقتصادية العالمية من بوابة التصدير. ويعتبر رئيس الجمعية الولائية لتربية النحل، عبد العزيز آيت حمودة، أن تجارة العسل محليا تعرف "ركودا وتراجعا" رغم الإنتاج الكبير وإرادة النحّالين في بعث هذا المجال، حيث أرجع ذلك إلى عراقيل التسويق، وخاصة "غياب لدى المواطن المحلي ثقافة استهلاك العسل الذي يعد غذاء متكاملا يستوجب اقتناؤه وتناوله يوميا وليس فقط كدواء". وأضاف السيّد أيت حمودة أن الإقبال المعتبر لزوار المعرض الوطني لإنتاج العسل المنظم بساحة المتحف العمومي بين 31 ديسمبر 2017 و 7 يناير 2018 لا يعني بالضرورة أن تجارة العسل تعرف انتعاشا و مؤشرا تسويقيا مرتفعا، حيث أن "أغلبيتهم (زوار المعرض) يعتبر مثل هذه المناسبات فرصة للتقرب من أهل المهنة والتعرف على فوائد العسل ومنتجات الخلية"، إلا أن هذا يساهم - حسبه - في الترسيخ لثقافة جديدة لدى المستهلك، خاصة في ظل إمكانية التذوق التي يتيحها العارضون للزبائن دون إلزامية الشراء كما أوضح ذات المتحدّث. ويبرر السيّد قاسمي تراجع الحركة التجارية لمنتجات الخلية بارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية للمواطن البسيط فيما كان الأجدر على العارضين –حسبه- تقديم عروض ترويجية وتخفيضات تشجع على اقتناء العسل كما هو معمول به في المعارض العالمية وفيما يتعلق بعامل ثقة المستهلك في المنتوج المحلي أضاف ذات المتحدّث أن أكبر العارضين يلجؤون لاستظهار تحاليل الجودة والنوعية التي تعطي أكثر مصداقية لمنتجاتهم وهو ما غاب عن عارضي هذه الطبعة ونحّالي الولاية بالخصوص. في هذا السياق اعترف رئيس الجمعية الولائية لتربية النحل بوجود بعض ممارسات الغش والاحتيال لدى بعض النحّالين ولكنها "تصرفات لا تمت بصلة إلى منتسبي التنظيم" كما قال، مضيفا أن تجسيد تعاونية مربي النحل "سيساهم في القضاء والحد على هكذا تصرفات وذلك من خلال مخبر الجودة الذي يتكفل بتحليل ومراقبة العسل". وبخصوص أسعار العسل المتداولة في المعرض أكّد السيّد آيت حمودة أنها لم تعرف زيادات كبيرة رغم نقص الانتاج وكذا ارتفاع أسعار المواد الأولية على غرار شمع النحل وصناديق الخلية فيمت تبقى مثل هذه النشاطات فرصة لترويج وتسويق منتجات العارضين وكذا إرساء ثقافة الاستهلاك وكل المعلومات المتعلقة بهذه الشعبة عند المواطن المحلي. تعاونية مربي النحل لتنظيم السوق وترقية الشعبة وموازاة مع نقص الحركية التجارية بالنسبة للعسل ومنتجات الخلية يطرح النحّالون مشكل تعاونية مربّي النحل التي تم اعتمادها وتأسيسها إلا أنها لم تتجسد لحد الآن على أرض الواقع بسبب انعدام مقر من المفروض أن يضم خمس ورشات وهي ورشة لإنتاج الخلية، ورشة لإنتاج شمع النحلي ورشة تكوين النحالين الجدد، ورشة مراقبة جودة العسل وكذا ورشة الوسائل والخدمات التجارية. ويقول السيّد آيت حمودة أن التعاونية ستكون بمثابة "البوابة التسويقية لمنتجات النحّالين وكذا ورشة إنتاجية لتوفير المواد الأولية المستعملة في هذه الشعبة"، على غرار شمع النحل فضلا عن مخبر الجودة الذي يهدف لقمع الغش ومحاربة المحتالين في إنتاج هذه المادة التي أضحت تندرج ضمن العادات الغذائية للمواطن. للإشارة تم تسجيل مشاركة 30 عارضا يمثلون 12 ولاية فيما تراوحت أسعار العسل عند 2000 دج بالنسبة لعسل البرتقال، 3000 دج عسل الغابة و 4000 دج بالنسبة لعسل السدر. أما بالنسبة لمرتادي المعرض فقد بلغ عدد الزوار حسب المنظمين حوالي 7000 آلاف زائر.