أعرب العديد من مهنيي خدمات ما بعد البيع في قطاع السيارات يوم الاثنين بالجزائر العاصمة عن تفاؤلهم بإمكانية خلق "شبكة قوية" للمناولة بالجزائر تسمح بمرافقة جهود الدولة لتطوير صناعة ميكانيكية محلية موحدة و متكاملة. وفي مداخلاتهم خلال محاضرة متبوعة بنقاش حول تطوير قطاع السيارات بالجزائر و النسيج الصناعي المحلي على هامش افتتاح الطبعة ال12 للصالون "اكيب اوتو الجزائر 2018"، دعا هؤلاء المهنيين إلى "السماح باستيراد قطاع الغيار و بالموازاة الالتزام بسياسة تسمح بتطوير صناعة محلية في هذا المجال". و في هذا الإطار، صرح مدير عام لشركة مختصة في بيع قطاع الغيار و التجهيزات الميكانيكية فيصل داودي قائلا : "نحن متفائلون بقدرات بلادنا على تطوير شبكة قوية للمناولة في ميدان صناعة السيارات، رغم أن ذلك يستلزم المرور بمرحلة انتقالية لان هذا النوع من المشاريع يتطلب أموال و تكنولوجيات و تكوين". من جانب آخر أوضح العديد من المستوردين الجزائريين أن مشاريع عديدة قيد التحضير بالشراكة مع متعاملين أجانب على غرار مصنع البطاريات في ولاية البويرة بنسبة إدماج تصل إلى20 بالمائة و يرتقب دخوله حيز الإنتاج مع نهاية العام الجاري. كما أبدى العديد من الممونين الأجانب رغبتهم في تطوير شراكات مع نظرائهم الجزائريين لإقامة مركب لصناعة قطع غيار السيارات . في هذا الصدد قال مسؤول قسم الصادرات في شركة تركية متخصصة في تصنيع و تصدير قطع غيار السيارات السياحية أن " السوق الجزائرية واعدة (...) و وجودنا اليوم في هذا الصالون يهدف إلى افتكاك حصص من هذه السوق التي ننشط فيها منذ سنوات ، هدفنا ليس التسويق فحسب بل إقامة شراكات مع نظراءنا في الجزائر لإقامة وحدات إنتاجية لتصنيع تشكيلة من منتجاتنا محليا ". وقد شاطره الرأي مسؤول آخر في شركة صينية ترغب في النشاط بالجزائر ، حيث أكد أن المفاوضات جارية لإنجاز مصنع بالجزائر . كما استنكر العديد من العارضين الجزائريين وجود مشاكل تعترضهم ميدانيا حالت دون تحقيق استثماراتهم الصناعية و كذا عوائق في مجال استيراد المواد الموجهة لتطوير الصناعة المحلية و خصوصا بطؤ الإجراءات الإدارية و البنكية ". وتأسف متعامل آخر ناشط في قطاع استيراد العجلات المطاطية يمثل علامة عالمية للإجراءات المعمول بها على مستوى البنوك، مؤكدا أن توطين عملية الاستيراد و انتظار حوالي شهر للموافقة عليها رغم صب الأموال في حساب البنك، هذا الوضع يعقد من مهامهم و يفقدهم حصص في السوق لصالح منافسيهم . و أضاف أن هذا الوضع "لا يخدم الاستثمار إطلاقا في وقت نحن أحوج ما نكون لاستقطاب رؤوس الأموال للاستثمار في البلاد". يذكر أن الطبعة 12 للصالون الدولي لخدمات ما بعد البيع في قطاع السيارات و خدمات النقل "اكيب اوتو الجزائر" افتتحت بقصر المعارض بمشاركة 280 عارض وطني و أجنبي و تستمر فعالياتها إلى غاية 1 مارس المقبل . و حسب المحافظ العام للصالون السيد نبيل باي بومزراق يشارك نحو 190 عارض قادمون من حوالي 20 دولة في فعاليات هذه التظاهرة الاقتصادية ، مؤكدا أن عدد كبير من هؤلاء العارضين الأجانب عبروا عن رغبتهم في استحداث شراكات مع نظراهم الجزائريين للاستثمار محليا . و يشارك عارضون من الصين و بولونيا و البرتغال بأجنحة رسمية، كما يسجل عدد أخر من العارضين قادمين من تونس و ألمانيا وبلجيكا و بلغاريا و كوريا الجنوبية و الإمارات العربية المتحدة وفرنسا والهند و بريطانيا و صربيا حضروهم بقوة في هذا الصالون. و تسجل شركات المناولة الجزائرية حضورا قياسيا هذا العام حيث تمثل نحو 15 بالمائة من العدد الإجمالي للعارضين الجزائريين حسب توضيحات المنظمين . كما يرتقب الصالون استقبال نحو 10 آلاف زائر مهني للاطلاع على ما يقدمه العارضون الذين يمثلون شركات تجهيز السيارات وممونين يمثلون علامات عالمية، و كذا أهم المستوردين و المصنعين المحليين لقطع الغيار و العتاد و التجهيزات المتنوعة . و سيتم على هامش هذه التظاهرة تنظيم ندوات ولقاءات متخصصة حول تطور شعبة تصنيع السيارات بالجزائر.