حظي "اعلان اسمرة للسلام و الصداقة" الذي أنهي رسميا حالة الحرب و العداء التي طبعت العلاقات بين اثيوبيا و اريتيريا لقرابة 20 عاما , بترحيب من قبل مصر و الامارات العربية المتحدة و روسيا التي رأت فيه "خطوة تاريخية " لفتح صفحة جديدة بين البلدين من شأنها أن تساهم في تعزيز الامن و الاستقرار و التنمية بينهما وفي قارة افريقيا بشكل عام. ورحبت مصر يوم الثلاثاء بتوقيع إريتريا وإثيوبيا على اتفاق لإنهاء حالة النزاع بينهما في أعقاب الزيارة "التاريخية" التي قام بها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى العاصمة الإرتيرية أسمرة, حيث أكدت الخارجية المصرية في بيان أن ما تمخض عن تلك الزيارة من نتائج " سوف يسهم دون شك في فتح صفحة جديدة بين البلدين من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقةي بما يساعد على تحقيق تطلعات شعبي البلدين في السلام والتنمية بعد سنوات طويلة من الخلاف وعدم الاستقرار". وأعربت مصر عن تطلعها بأن يكون هذا الاتفاق "مثالاً يحتذى به لإنهاء النزاعات والصراعات في القارة الإفريقية كافة وإلى تكثيف التعاون مع كل من إريتريا وإثيوبيا ودول منطقة القرن الإفريقي من أجل تعزيز الاستقرار وتحقيق أهداف التنمية ورفع معدلات النمو للقضاء على الفقر". و ساهم اتخاد رئيس الوزراء الاثيوبي الجديد, الاصلاحي ابيي احمد قرارا "تاريخيا" في شهر يونيو الفائت بالالتزام كليا ب"اتفاق الجزائر" للسلام الموقع مع اريتيريا عام 2000 في عودة المياه الى مجاريها بين البلدين الجارين و الاتفاق أول أمس, عقب قمة بين قادة البلدين , على اعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما و فتح سفارتيهما بعد 18 عاما من القطيعة. وكان الحزب الحاكم في اثيوبيا أعلن في يونيو الماضي رسميا قبوله بشكل كامل اتفاق السلام الموقع مع اريتيريا عام 2000 " بوساطة الجزائر. وجاء في بيان لحزب الجبهة الديمقراطية للشعب الاثيوبي : " قررت اثيوبيا قبول اتفاق الجزائر و قرار ترسيم الحدود دون شروط مسبقة و ستعمل على تنفيذه بلا كلل". و يعني هذا الاعلان أن اثيوبيا ستقبل قرار ترسيم الحدود الذي اعتمد في الجزائر في عام 2000 و الذي منح الاراضي المتنازع عليها بما في ذلك بلدة بادم الى اريتيريا بعدما كانت ترفض تنفيذ قرار أصدرته لجنة تدعمها الأممالمتحدة حول ترسيم الحدود بين البلدين. وكانت الجزائر أعربت في يونيو الماضي عن ارتياحها "للتطور الايجابي الذي سجل مؤخرا في العلاقات بين اثيوبيا و إيريتريا". وصرح الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي الشريف حينها ان الجزائر "تلقت بارتياح قرار السلطات العليا الإثيوبية بتطبيق اتفاق الجزائر الذي وقع في ديسمبر 2000 كاملا وكذا نتائج لجنة رسم الحدود. كما تشيد برد فعل إريتريا الايجابي حيث أعربت عن استعدادها لإعادة بعث الحوار مع جارتها اثيوبيا". وقال المتحدث ان الجزائر بصفتها وسيط "يسعدها هذا الاستعداد الجديد لإثيوبيا واريتريا, وتدعوهما الى مواصلة هذا المسعى الرامي الى التهدئة بصرامة. ومن هذا المنظور تجدد ارادتها واستعدادها لمرافقة البلدين الشقيقين في طريق استكمال مسار السلام". و يتضمن "إعلان أسمرا للسلام والصداقة" انتهاء حالة الحرب بين البلدين و استعادة العلاقات الدبلوماسية واستئناف الرحلات الجوية بين البلدين, كما اتفقا على المشاركة بتطوير مشترك لموانئ اريتيرية على البحر الاحمر مع فتح الحدود بينهما في وقت لاحقي وانسحاب إثيوبيا من المناطق التي تسيطر عليها. يذكر أن العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا قطعت منذ أن خاض البلدان نزاعا حدوديا استمر من 1998 حتى 2000ي وأسفر عن سقوط نحو 80 الف قتيل.