يعد نيلسون مانديلا (1918-2013) أحد أكبر الرموز الثورية في العالم خلال القرن العشرين من خلال نضاله ضد نظام التمييز العنصري الذي كان سائدا في بلاده جنوب افريقيا, مستلهما كفاحه من الثورة الجزائرية التي كان يعتبرها "النموذج الأقرب" لكفاح شعبه ضد الأبارتايد. نيلسون مانديلا, الذي تحي إفريقيا ذكراه المئوية, كان يعتبر الثورة الجزائرية مصدر إلهام له, حيث كتب في مذكراته "الدرب الطويل نحو الحرية" أن النموذج الاقرب لكفاح شعبه ضد سياسة التمييز العنصري هي ثورة الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي, كون المجاهدين الجزائريين --كما قال-- "واجهوا جالية هامة من المستعمرين البيض الذين كانوا يحكمون اغلبية الاهالي". وقضى الزعيم الجنوب الإفريقي خلال زيارته الى المغرب سنة 1961 عدة ايام مع ممثل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية, شوقي مصطفاي, الذي عرفه بمختلف مراحل الثورة الجزائرية ليتم دعوته بعد ذلك إلى وجدة حيث زار وحدة قتالية تابعة لجيش التحرير الوطني كانت تحارب في الميدان. وتجلى دعم الجزائرلجنوب إفريقيا قي كفاحها ضد نظام التمييز العنصري عندما ترأس السيد عبد العزيز بوتفليقة (وزير الشؤون الخارجية آنذاك) الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة سنة 1974 وقام بطرد ممثل نظام الابارتايد من القاعة. وبعد إطلاق سراحه سنة 1990 بعدما قضى 27 سنة في السجن, حرص نلسون مانديلا على زيارة الجزائر اعترافا بالدعم الذي قدمته لكفاح شعب جنوب إفريقيا ضد سياسة التمييز العنصري. وتؤكد شهادات العديد من المهتمين بتاريخ هذا الزعيم المناضل أنه كان مولعا بتاريخ المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي, وأنه استلهم منها كثيرا في كفاحه ضد نظام الابارتايد. وقد ولد الزعيم مانديلا يوم 18 يوليو 1918 وتوفي يوم 5 ديسمبر 2013. وتم اعتقاله في سنة 1962 ليمكث في السجن 27 سنة قبل أن يطلق سراحه عام 1990. وفي مايو 1994 أصبح نيلسون مانديلا أول رئيس أسود لجنوب افريقيا وذلك إلى غاية يونيو 1999. وفي عام 1993 حاز مانديلا على جائزة نوبل للسلام.