دعا وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، كل المهتمين من أكاديميين وسينمائيين ومنتجين الى بذل المزيد من الجهود لتخليد تاريخ الجزائر بكل موضوعية ورصانة لجعله أداة للتماسك والاعتزاز بانتمائنا. وقال الوزير في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام للوزارة، خلال الندوة المنظمة لإحياء الذكرى ال60 لإعلان الحكومة المؤقتة الجزائرية، "أهيب بالباحثين والمختصين، السينمائيين والمنتجين الى بذل المزيد من العطاء لتجريد الصفحات التاريخية بكل موضوعية ورزانة وحكمة لجعل التاريخ اداة للتماسك واداة للتلاحم". وأضاف القول أن تاريخنا يجب أن يكون "وسيلة واداة للاعتزاز الوطني ولتقوية انتمائنا لهذا البلد والتي بصونه تزداد مكانته وقوته بين الامم". وأكد بهذا الخصوص أن وزارة المجاهدين، ستواصل جهودها في تثمين كتابة التاريخ سيما كل ما يتعلق بالمقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة الفاتح نوفمبر 1954 وهي المهمة التي أولاها دستور فبراير 2016 أهمية بالغة بجعل من تاريخ الجزائر والذاكرة ملك للأجيال كما قال--. وبخصوص تأسيس أول حكومة جزائرية مؤقتة ابان حرب التحرير( 19 سبتمبر 1958)، اعتبر الوزير هذا الامر ب"الحدث المفصلي في التطور التنظيمي لمؤسسات الثورة التحريرية وهذا بالنظر الى الدور الذي لعبته في كسر الحصار الاستعماري". وأضاف انه بتأسيس الحكومة المؤقتة تم "نقل القضية الجزائرية الى المحافل الدولية وانكشف مناورات فرنسا ومحاولاتها اليائسة للتغطية على جرائمها النكراء" كما تمكنت "في ظرف وجيز من كسب رهانات واعترافات العديد من الدول أسفر عنه دعم دبلوماسي ومالي للثورة " كما تمكنت الحكومة المؤقتة بتشكيلاتها الثلاثة المتعاقبة من مواجهة السياسات الاستعمارية بمختلف اشكالها في ظل الطروف العصيبة التي كانت تمر بها الثورة وافتكت اعتراف المستعمر بها كطرف مفاوض ابان مفاوضات ايفيان التي أفضت الى إعلان وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962. ومن جانبه، اعتبر المختص في تاريخ الحركة الوطنية، بن يوسف تلمساني، ان الإعلان غير المنتظر لأول حكومة مؤقتة جزائرية "تسببت في حرج كبير" للرئيس الفرنسي آنذاك شارل ديغول الذي لطالما كان يتحجج "بعدم وجود طرف جزائري يتفاوض معه". وأضاف القول أن تأسيس الحكومة المؤقتة "أفشلت" كل امال الرئيس ديغول الذي عاد إلى الحكم بفرنسا في ماي من نفس السنة بمخطط كان يسعى من خلاله للحفاظ على "الجزائر الفرنسية". وأعتبر الاستاذ بان هذا الاعلان كان محطة اخرى من محطات مواجهة فرنسا الاستعمارية التي اعدت، بعد انقلاب مايو 1958 ، كل الحلول الاستئصالية للقضاء على الثورة. ومن جهته تطرق الاستاذ في التاريخ بجامعة سطيف، عبد الحفيظ بوعبد الله في محاضرته الى الرسالة التي نجح قادة الثورة في ايصالها الى السلطات الاستعمارية بتأسيس حكومة مؤقتة سيما تعيين فرحات عباس على رأسها وهو الذي لم يكون من مفجري الثورة. واعتبر الاستاذ أن الغرض من هذا التعيين ---حسبه-- هو التأكيد على أن ثورة التحرير "غير مرتبطة بالتيارات" حيث أن فرحات عباس كان معروفا "بتفتحه ومبادئه الليبيرالية، اعتداله ونبذه للعنف.