لقي اعلان رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض ، خوان غوايدو، تنصيب نفسه "رئيسًا مؤقتًا" لفنزويلا، رفضا قاطعا من قبل الجيش و الحزب الحاكم في البلاد، كما عارضت هذا الاجراء عديد من دول العالم و أكدت تأييدها المطلق للرئيس المنتخب، نيكولا مادورو، الذي قرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة لدعمها للمعارضة و" تدخلها في الشؤون الداخلية" لفنزويلا. وفي أول تعليق على اعلان زعيم المعارضة أمس الاربعاء أمام أنصاره في العاصمة كركاس، تنصيب نفسه "رئيسا انتقاليا" للبلاد، قال الرئيس الفنزويلي المنتخب نيكولا مادورو ، الذي تولى رسميا عهدة جديدة في العاشر من يناير الجاري مدتها ست سنوات، إن بلاده "لا تريد العودة إلى عهد التدخلات الأمريكية"، مضيفا أمام حشد من مؤيدية أنه "يمتلك الأغلبية"، قائلًا: "نحن شعب هوجو تشافيز"، في اشارة الى الرئيس السابق الراحل. من جهته أعلن وزير الدفاع الفنزويلي، فلاديمير بادرينو، أن جيش بلاده يرفض إعلان غوايدو، رئيس المؤسسة الوحيدة في البلاد التي تسيطر عليها المعارضة، نفسه، "قائما بأعمال الرئيس الى غاية اجراء انتخابات حرة" على حد قوله، والذي يأتي بعد 14 يوما من تنصيب مادورو رئيسا لفنزويلا إثر فوزه في انتخابات رئاسية جرت في 20 مايو 2018 . وكتب وزير الدفاع الفنزويلي في تغريدة نشرها على موقع (تويتر)، أن "اليأس والتعصب يقوضان سلام الأمة نحن جنود الوطن لا نقبل برئيس فرض في ظل مصالح غامضة أو أعلن نفسه ذاتيا بشكل غير قانوني"، مضيفا أن "الجيش سيتولى الدفاع عن دستورنا وهو ضامن للسيادة الوطنية". من جهته، و ردا على اعلان خوان غوايدو تنصيب نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا، أعلن الحزب الحاكم تأييده لنيكولا مادور "رئيسا شرعيا للبلاد" ونقلت صحيفة "إل ناسيونال" اليومية عن نائب رئيس الحزب الحاكم ديوسدادو كابيلو -الذي يشغل أيضا منصب رئيس الجمعية التأسيسية الموالية للحكومة-قوله: "فليأت من يرغب أن يكون رئيساً للبلاد إلى قصر ميرافلوريس الرئاسي، ليرى المواطنين هناك وهم يدافعون عن نيكولا مادورو". وكانت المحكمة العليا الفنزويلية أعلنت أن انتخاب قياديين جدد للبرلمان، بمن فيهم رئيس البرلمان خوان غوايدو "غير شرعى". وقال القاضى خوان خوسيه ميندوزا مورينو، مساء الإثنين، وفقا لوسائل اعلامية إن "هذه المحكمة اعتبرت في 2017 الجمعية الوطنية (البرلمان) غير دستوري، وقضت ببطلان كل قراراتها اللاحقة"، مضيفا أنه ب"التالى تعتبر القيادة الجديدة للبرلمان غير شرعية". بدورها، أعربت الحكومة الكوبية عن "دعمها الحازم" للرئيس نيكولاس مادورو. وكتب الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل على موقع (تويتر): "ندعم ونتضامن مع الرئيس نيكولاس مادورو في مواجهة المحاولات الإمبريالية لتشويه سمعة الثورة البوليفارية وزعزعة استقرارها". وأكد وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز أيضًا "دعمه القوي" للحليف الفنزويلي، واصفًا إعلان غوايدو بأنه "محاولة انقلاب". وفي طهران أعلنت الخارجية الايرانية دعمها للحكومة "الشرعية" في فنزويلا في مواجهة التدخل الأمريكي "غير الشرعي". وقال بهرام قاسمي المتحدث باسم الخارجية إن " إيران تدعم الحكومة الشرعية الفنزويلية ودولتها في مواجهة تدخل واشنطن غير الشرعي" مضيفا قوله إن أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية الفنزويلية سيكون "غير بنّاء وسيزيد من تعقيد الأوضاع في البلاد". و كان الرئيس الامريكي دونالد ترامب سارع الى اعلان "اعترافه" بغوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا، و دعا الرئيس المنتخب مادور الى "التنحي" قائلا في تصريحات لصحفيين في البيت الأبيض أن "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة" في التعامل مع التطورات في فنزويلا. وفي انحياز واضح للمعارضة الفنزويلية تعهد الرئيس ترامب بأن "تلقي الولاياتالمتحدة بكل ثقلها الاقتصادي والدبلوماسي" من أجل ما وصفته ب"استعادة الديمقراطية" في البلاد على حد قولها. و ردا على اعتراف الولاياتالمتحدة بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، كرئيس انتقالي للبلاد، أعلن الرئيس مادورو عن قرار قطع العلاقات مع واشنطن ومنح الدبلوماسيين الأمريكيين مهلة لمدة 72 ساعة لمغادرة فنزويلا. وانتقدت روسيا ما وصفته ب "التدخل السافر" للولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لفنزويلا وقالت على لسان أحد مسؤوليها اليوم الخميس، "مهما حدث في فنزويلا، فإن ذلك يعتبر شأنا داخليا لهذه الدولة، ويجب دعم الشعب الفنزويلي من خلال تطوير التعاون مع هذا البلد والمساعدة على حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة فيها، وليس من خلال حصارها". وأشار إلى أن "العالم بات يعرف إلى ماذا أدى تغيير السلطة في ليبيا بتدخل أمريكي مباشر، والصعوبات التي لا يزال العراق يواجهها والتي كانت سوريا على وشك مواجهتها، وفنزويلا في صف واحد معها".