شهدت مناطق عدة من العاصمة السودانية الخرطوم وقفات احتجاجية ومظاهرات ضد المجلس العسكري, بينما أعلنت "الجبهة الثورية السودانية" رفضها محاولات المجلس محاورة حاملي السلاح على حساب قوى الثورة. وأوضحت مصادر إعلامية اليوم الأربعاء أن قوات الأمن فضت بالقوة وقفة طلابية احتجاجية في الخرطوم طالب خلالها المحتجون بتسليم المجلس العسكري الانتقالي السلطة إلى المدنيين. وأضافت أن موظفين نظموا في عدد من المؤسسات الحكومية وقفات احتجاجية طالبوا خلالها بتسليم السلطة إلى المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن "مجزرة" فض الاعتصام. وقال تجمع المهنيين السودانيين-بحسب المصادر- أن الشرطة اقتحمت المعمل القومي لفض وقفة احتجاجية نظمها موظفو المعمل للمطالبة بسلطة مدنية انتقالية وإدانة فض اعتصام القيادة العامة. وقد ندد التجمع بهذا العمل الذي وصفه ب"الهمجي". من جهة أخرى,أعلنت "الجبهة الثورية السودانية" ,المكونة من عدة حركات مسلحة- رفضها محاولات المجلس العسكري الانتقالي محاورة حاملي السلاح على حساب قوى الثورة. وأكدت الجبهة أنها لن تكون طرفا في أي عملية تأتي خصما لأهداف ومبادئ الثورة السودانية وأنها مع خيارات الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة. وقال الناطق باسم الجبهة,أسامة سعيد, أن المجلس العسكري لم يعمل من أجل تحقيق السلام في السودان مشيرا إلى أن قرار المجلس إطلاق سراح أسرى الحرب قضية إنسانية تأخر كثيرا في القيام بها, مشددا على أن السلام يتحقق في ظل نظام ديمقراطي "معافى". وأضاف سعيد أنه إذا كان المجلس العسكري جادا في تحقيق السلام فعليه نقل السلطة إلى حكم مدني وفق الترتيبات التي اتفق عليها مع قوى الحرية والتغيير. ويتولى المجلس العسكري الانتقالي بالسودان الذي يترأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان مسؤولية إدارة البلاد عقب الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير في 11 إبريل الماضي. وكان نائب رئيس المجلس العسكري بالسودان, الفريق محمد حمدان دقلو, قد دعا, اليوم الثلاثاء, جميع أطياف الشعب والأحزاب إلى الحوار للتشكيل الحكومي، مشيرا إلى أن البلاد لا تتحمل الفراغ الدستوري أكثر من هذا، و دعا إلى حوار وطني جامع مع كل الأطياف السياسية في السودان "للتوصل إلى دستور يرضي تطلعات الشعب", مطالبا الشباب بالمشاركة بفاعلية في تحقيق التغيير الذي نادى به الشعب السوداني.