أعرب الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، في كلمته خلال القمة الاستثنائية ال12 للاتحاد الإفريقي المنعقدة بالعاصمة النيجرية نيامي، عن يقينه بأن، إفريقيا موحدة، منسجمة، مزدهرة ومتكاملة هي حلم ممكن وهدف في المتناول أذا ما تم احترام المبادئ ومقتضيات القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي. وجاء في كلمة الرئيس غالي، أمام رؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي و الوفود المشاركة في القمة التي بدأت أشغالها أمس الأحد، أن "إفريقيا موحدة، منسجمة، مزدهرة ومتكاملة هي حلم ممكن وهدف في المتناول، ويقتضي منا جميعا العمل بكل حزم وحكمة من أجل ضمان كل الشروط اللازمة، في كنف السلم والأمن والاستقرار وحسن الجوار بين بلداننا، بالاحترام الصارم لمبادئ ومقتضيات القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي". وقال الرئيس الصحراوي، في كلمته التي بثت نصها وكالة الأنباء الصحراوية (واص)، "إننا نحضر اليوم في حدث تاريخي، ألا وهو انطلاق المرحلة العملية للسوق الداخلية الإفريقية، ومقبلون على قرارات مهمة بشأن موقع وهيكلة أمانة منطقة التجارة الحرة الإفريقية". وبخصوص منطقة التجارة الحرة الإفريقية، اعتبر الرئيس الصحراوي، المدة القصيرة التي فصلت بين التوقيع في مارس 2018 وبين لقاء نيامي، دليل قاطع على الإرادة السياسية للقادة الأفارقة وبلدان القارة للدخول في أسرع الآجال في مرحلة التنفيذ. وفي هذا الخصوص أشار الرئيس غالي، أن الجمهورية الصحراوية، أودعت في 29 ابريل 2019، مصادقتها على اتفاقية إنشاء منطقة التجارة الحرة الإفريقية القارية لدى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي مبرزا اعتزاز بلاده، باعتبارها العضو المصادق رقم 22، التي كان لها "الشرف في فسح المجال القانوني أمام الاتحاد الإفريقي للدخول في مرحلة تنفيذ الاتفاقية". وأكد على الإرادة الصادقة التي تحذو الجمهورية الصحراوية في المساهمة الفاعلة في تحقيق كل شروط النجاح لهذه الاتفاقية، وخاصة في سياق تنفيذ أجندة 2063، والإسراع في الاندماج الاقتصادي الإفريقي، وتوفير المزيد من فرص العمل والنشاط التنموي أمام الإفارقة، وخاصة الشباب والنساء. للإشارة فقد أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى محمد فقي، أن منطقة التبادل الحر للقارة الإفريقية ستساهم في تعزيز السلم و ضمان الازدهار، معتبرا إياها "مشروعا رائدا و انجاز قيم". و أوضح موسى فقي أن 54 بلدا (من أصل 55 بلد عضو في الاتحاد الإفريقي) قد وقعوا على اتفاقية منطقة التبادل الحر للقارة الإفريقية في حين تم تسجيل 27 مصادقة. من جانبه، أشار مفوض الأمن و السلم في الاتحاد الإفريقي، اسماعيل شرقي أن المنطقة "ستساهم بشكل كبير في إحلال السلم و الاستقرار في إفريقيا". للتذكير فعلى غرار مشاركته في القمة الإفريقية، أجرى الرئيس الصحراوي خلال تواجده بنيامي عدة لقاءات مع رؤساء ومسؤولين أفارقة يحضرون هذا الحدث. وناقش معهم تطورات القضية الصحراوية حيث تم إبراز مسؤوليات المجتمع الدولي في ضرورة الإسراع في تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير إلى جانب الدور الأفريقي في عملية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية باعتبارها آخر مستعمرة في إفريقيا. وكان الرئيس الصحراوي أستقبل أول أمس السبت من طرف نظيره رئيس النيجر، محمدو يوسوفو، و ذلك في إطار استقباله لرؤساء الدول و الوفود المشاركة في القمة. وسجلت القضية الصحراوية حضورها المعتاد على جدول أعمال الاجتماعات النظامية لعدد من أجهزة صنع القرار في الاتحاد الإفريقي، ومنها اجتماع الترويكا الإفريقية بشأن القضية والتي دعا إليه الاتحاد نفسه وتعقد على هامش القمة بهدف إجراء تقييم لحالة الملف ضمن مجهودات ومسؤوليات المنظمة القارية. و بالإضافة إلى ذلك فان القضية الصحراوية تحضر خلال نقاش البنود المتعلقة بموضوع حقوق الإنسان والشعوب واجتماعات لجنة الاتحاد الإفريقي المعنية بتحديات التصديق والانضمام و تنفيذ معاهدات الاتحاد الإفريقي التي تعتبر الجمهورية الصحراوية عضوا فيها.