أكد السفير الصحراوي لدى إثيوبيا والاتحاد الإفريقي، لمن أباعلي، أن مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية "تيكاد7"، أظهر تمسكا غير مسبوق للموقف الإفريقي الموحد، وانحيازا واضحا من الشريك الياباني لمصالحه الكبرى التي تتجاوز العلاقات الثنائية مع بعض الدول. وأبرز السفير الصحراوي في مقابلة مع وكالة الأنباء الصحراوية عشية انعقاد القمة السابعة للشراكة الإفريقية اليابانية، في مدينة يوكوهاما ما بين 28 و 30 من الشهر الجاري، أن الاتحاد الإفريقي ظل متمسكا بعدم التنازل أو المساس بحق مشاركة جميع دوله الأعضاء ال55 في جميع منتديات الشراكة التي ينظمها الاتحاد الإفريقي أو يكون طرفا فيها، باستثناء تلك التي تنظمها صيغة بانجول. وأضاف أن المنظمة القارية استمرت في الإجماع والاتفاق خلال الاجتماعات التحضيرية لمختلف أجهزة صنع القرار بشأن قمة التيكاد 7، على اعتبار حق مشاركة جميع الدول الأعضاء "مبدأ مقدسا" الأمر الذي أجهض بعض المحاولات غير المعلنة من طرف دول أعضاء بشأن مراجعة هذا المبدأ. وبخصوص جوابه على السؤال المتعلق بماهية المحاولات الفاشلة الهادفة إلى المساس بحق المشاركة، أوضح السيد لمن أباعلي أنه "من الواجب فضح السياسة التي تمارسها الدبلوماسية المغربية بهدف تغييب الجمهورية الصحراوية عن شراكات الاتحاد الإفريقي، وهذه ليست المرة الأولى التي تفشل فيها دبلوماسية المملكة المغربية بعد مالابو 2016 ومابوتو 2017 وأبيدجان 2017." وشدد على أن المغرب مارس ضغوطا كبيرة على الاتحاد الإفريقي والدول الأعضاء والشريك الياباني دون فائدة، وبعد فشل كل تلك الممارسات والضغوط، سلَم بالأمر الواقع أمام تزايد الضغط من المفوضية الإفريقية والدول الأعضاء من أجل احترام مبادئ المنظمة القارية الهادفة إلى التماسك والوحدة والتكامل، واعتبار ذلك حدود حمراء لا ينبغي تخطيها. أما بخصوص المواقف والأدوار التي لعبها الشريك الياباني، نبه السفير الصحراوي إلى أن اليابان احترمت كل مقررات أجهزة صنع القرار في الاتحاد الإفريقي، وأن المغرب قد يكون عول على الموقف المتوقع من الشريك الياباني بالمساهمة في منع مشاركة الجمهورية الصحراوية، لكن الرؤية اليابانية لموضوع الشراكة مع الاتحاد الإفريقي كانت إستراتيجية على المدى البعيد بحيث تجاوزت الحسابات والمصالح الثنائية واختارت الرهان على مستقبل اقتصادي واعد مع قارة تنشد التكامل والإندماج والازدهار. وحل رئيس الجمهورية الصحراوية، السيد إبراهيم غالي، يوم أمس الثلاثاء، بمدينة يوكوهاما للمشاركة في أشغال المؤتمر "تيكاد7"، ويرافقه وزير الشؤون الخارجية، محمد سالم ولد السالك، السفير باثيوبيا و الممثل الدائم للجمهورية الصحراوية لدى الإتحاد الأفريقي، لمن اباعلى و المستشار في الرئاسة الصحراوية، عبداتي أبريكة. هذا ويشارك في هذه الطبعة من القمة، خمسة شركاء، هم الحكومة اليابانية، مفوضية الإتحاد الإفريقي والأممالمتحدة، إلى جانب البنك الدولي وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، حيث تحضره إلى جانب الدول الأطراف في الإتحاد الإفريقي،العديد من البلدان والمنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات المالية العالمية من القطاعين العام والخاص وهيئات المجتمع المدني ومئات الصحفيين وشخصيات أخرى هامة. كما ستعرف القمة مشاركة بصفة مراقب لكل من روسيا، الولاياتالمتحدة، الصين، كوريا، الهند، البرازيل وأعضاء من الإتحاد الأوروبي ودول الآسيان، حيث من المنتظر أن يصادق المؤتمر في الختام على إستراتيجية للتعاون في مجال التنمية الإقتصادية وعلى خطة للتنفيذ. وكان السيد محمد سالم ولد السالك قد ترأس الوفد الصحراوي خلال الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة الذي إنعقد يوم أمس للمصادقة على قرارات ستعرض فيما بعد على قمة رؤساء الدول و الحكومات، التي يحضرها السيد إبراهيم غالي إلى جانب الرؤساء الأفارقة والوزير الأول الياباني. وقال الوزير الصحراوي في تصريح للصحافة على هامش مشاركته في الاجتماع أن حضور الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في هذه القمة "يدل على أنها حقيقة لا رجعة فيها"، مشيرا إلى أنه "بعد أبيدجان ومابوتو وبروكسيل حيث شاركت الجمهورية الصحراوية في اجتماعات تخص الشراكة مع الاتحاد الأوروبي واليابان ودول الجامعة العربية، ها هي اليوم تحضر قمة تيكاد 7 بين الاتحاد الإفريقي واليابان"، مما يعد --كما قال-- "دليلا على ان مسيرة الدولة الصحراوية لتبوء مكانتها بين الأمم حقيقة لا رجعة فيها ولا يمكن إيقافها". وتابع قوله بأن الشعب الصحراوي "له الحق في الوجود على غرار باقي شعوب العالم ويجب أن يأخذ مكانه بين الأمم".