تيفاريتي (الأراضي الصحراوية المحررة) - يعكف المشاركون في الندوة الوطنية التحضيرية للمؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو، على مناقشة تقارير العمل المقدمة من قبل اللجان الفرعية للجنة التحضيرية للمؤتمر بهدف إثرائها بمساهمات وأفكار قبل تقديمها في صيغتها النهائية للمصادقة عليها. ووفق رئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، فان الندوة الوطنية تهدف "إلى إثراء ومناقشة الوثائق المقدمة من قبل اللجان وفسح المجال أمام مساهمات جميع المؤتمرين قبل تقديم الصيغة النهائية إلى أشغال المؤتمر من أجل المصادقة عليها". وأشرف الرئيس الصحراوي، ابراهيم غالي، أمس الأحد على افتتاح الندوة الوطنية، ببلدة تيفاريتي المحررة بحضور المؤتمرين المنتدبين عن مختلف المؤسسات الصحراوية. وفي كلمة ألقاها أمس بالندوة، أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، خطري أدوه، أن الأوضاع والظروف التي تنعقد فيها الندوة الوطنية للمؤتمر الخامس عشر، "جد معقدة وصعبة" من مختلف الجوانب، تجعل منها محطة إستخلاص غاية في الأهمية لإنجاح المؤتمر العام. وقال خطري أدوه أن اللجنة التحضيرية عملت منذ تشكيلها على تنظيم وتنشيط النقاش الوطني وإجراء تقييم للواقع الوطني بغية وضع الآفاق التي يجب أن تعمل عليها خارطة الطريق المستقبلية وذلك من خلال التعاطي مع كافة الإطارات حول التجربة واستخلاص العبر. وذكرت وكالة الأنباء الصحراوية (واص) أن جلسة افتتاح الندوة أعقبها، تقديم شرح مفصل عن النظام الداخلي للندوة الوطنية، وتقسيم المؤتمرين عن مختلف المؤسسات على اللجان الثلاث (برنامج العمل الوطني، القانون الأساسي، الوضع الراهن). واعتبر الرئيس غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، لدى أشرافه على انطلاق الندوة أن هذه الأخيرة "تنعقد في ظرف يتميز بالعديد من التحديات" مختلفة الجبهات وخاصة تلك المتعلقة بحالة الجمود المخيم على مسار تسوية القضية الصحراوية". فبعد أكثر من ثمانية وعشرين سنة من وقف إطلاق النار لازال الشعب الصحراوي في انتظار تمكينه من حقه في استفتاء تقرير المصير. هذا الانتظار والصبر الذي أبداه الشعب الصحراوي قال بشأنه الرئيس غالي في خطابه أنه "لا يمكن الاستمرار في التعاطي بنفس الطريقة مع مسعى الأممالمتحدة، ما لم يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤوليته والتزامه بتطبيق كامل البنود المحددة في خطة التسوية الأممية الإفريقية، التي صادق عليها سنة 1991". وأوضح أنه "من أهم رسائل المؤتمر الخامس عشر في هذا الصدد هي أنه سيكون محطة تحول حقيقية، يؤكد الشعب الصحراوي من خلالها أن لا شيء سيثنيه عن مواصلة كفاحه العادل، بكل الطرق المشروعة، حتى استكمال سيادته على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.