أدى الاقتتال القبلي بمدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور السودانية، إلى مقتل 41 شخصا في ظرف ثلاثة أيام مما دفع بسلطات الخرطوم التنقل ضمن وفد إلى المكان للوقوف على حيثيات هذا العنف الذي أجبر عدد من السكان إلى النزوح باتجاه الدولة المجاورة التشاد. فقد أسفرت أعمال العنف التي اندلعت يوم أول أمس الاثنين بمدينة الجنينة عن مقتل 41 شخصا وإصابة 29 آخرين في حصيلة أولية. وقال شهود عيان أن الاشتباكات بدأت في المدينة مساء الأحد وتواصلت الاثنين والثلاثاء بالأسلحة وتم خلالها إحراق عدد من المنازل. وتدور الاشتباكات بين منتمين لمجموعات عربية وأخرى أفريقية. ونقل إعلام محلي، عن وكيل سلطان قبيلة "المساليت"، أسعد بحر الدين، أن جثث بعض قتلى مخيم النازحين شرقي المدينة حيث جرى الاقتتال "لا تزال في العراء ولا يستطيع أحد الاقتراب من المكان" دون أن يذكر عددها. وأوضح أن عدد القتلى من جانب قبيلته، لا يقل عن 30 قتيلا، فيما أصيب نحو 14 آخرين، في حصيلة غير نهائية. وسعيا منه لاحتواء الأزمة قرر المجلس السيادي، بعد اجتماع طارئ، أول أمس الاثنين إرسال المزيد من القوات للسيطرة على الأوضاع الأمنية بولاية غرب دارفور. ونقل عن شهود عيان أن قوات من شرطة الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة بدأت بالانتشار، أمس الثلاثاء، في المدينة، فيما توزعت وحدات من الجيش على مداخل المدينة لمنع دخول أي مهاجمين جدد. وكانت السلطات المحلية بدارفور قررت من جانبها حظرا للتجوال في المدينة لليلة واحدة فيما أصدر والي الولاية المكلف اللواء عبد الخالق بدوي قرارا، بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق والكشف عن ملابسات الأحداث. وحتى لا تصبح كل البلد دارفور، ذكرت تقارير أن عدة جهات بالسودان، طالبت بضرورة نزع سلاح جميع ت الجماعات. ودعي المجلس السيادي ومجلس الوزراء إلى إصدار قرار فوري من أجل ذلك إلى جانب وضع قانون رادع خاص بالجرائم التي ترتكب بحق المواطنين، وتكوين قوات ودوريات حراسة نظامية لمعسكرات النزوح ريثما تحل مشكلة النزوح بشكل كامل. --الرعب ينال من الأهالي ونازحون يتوجهون صوب تشاد -- وتداولت وسائل إعلامية أنباء تفيد بأن بعض السكان اختاروا الفرار خشية عن حياتهم في ظل استمرار توتر الأوضاع. فقد فر المئات من سكان مخيمات للنازحين حول مدينة نيالا عاصمة ولاية غرب دارفور، باتجاه الحدود التشادية على بعد نحو 27 كيلومترا عن المدينة . ونقلت تقارير أيضا عن زعيم قبلي، أن "مسلحين من المجموعات العربية يرتدون ملابس مدنية يحيطون بمخيمات النازحين خاصة مخيم كردينق وكلما تحاول القوات الأمنية الاقتراب منهم يطلقون عليها النار فتتراجع ولذا خرج سكان المخيم سيرا نحو تشاد". وأشار إلى أن مئات من سكان المناطق المجاورة للمدينة والقرى فروا إلى الأراضي التشادية المجاورة، خوفا على حياتهم، فيما فر آلاف إلى منازل الأهل والأقرباء في القرى البعيدة، ولجأ آخرون إلى المدارس. وكان للعنف المتجدد بإقليم دارفور وقع سلبي على مجريات التفاوض الجاري بين الحكومة وبعض الحركات المسلحة بجوبا حيث أعلنت "الجبهة الثورية السودانية" التي تضم ثلاث حركات مسلحة رئيسية في دارفور، على لسان رئيسها، الهادي إدريس، تعليق التفاوض حول مسار دارفور لإتاحة الفرصة لمتابعة معالجة موضوع الأحداث بالجنينة.