أكد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, يوم الأحد بأديس أبيبا (إثيوبيا), أن الجزائر "ستساهم دوما وبلا هوادة في تعزيز الجهود الهادفة إلى تحقيق السلم والأمن في إفريقيا", معتبرا أن حل الأزمات في القارة "يجب أن يقوم على الحل السلمي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية". وقال السيد تبون, في كلمته خلال قمة الاتحاد الإفريقي, إن التجربة "الناجحة" التي عاشتها الجزائر منذ استقلالها, "تعزز يقينيا بأن حل الأزمات في قارتنا يجب أن يقوم على الحل السلمي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية, دون أي تدخل أجنبي". وأضاف أنه "انطلاقا من هذه القناعة الراسخة, ستساهم الجزائر دوما وبلا هوادة في تعزيز الجهود الهادفة إلى تحقيق السلم والآمن في إفريقيا, كما ستواصل دعمها للمبادرات الرامية إلى فض النزاعات والدفاع عن القضايا العادلة للشعوب التي تكافح وتناضل من أجل استرجاع حقوقها الأساسية وممارسة حقها في تقرير المصير, ومن أهمها القضية الفلسطينية". وأوضح رئيس الجمهورية أن العالم يواجه اليوم "تحديات غير مسبوقة, وكأنه يتناءى عن معالم القانون الدولي والأطر المتعددة الأطراف التي أنارت درب المجتمع الدولي ومكنته من الحفاظ على السلم والأمن العالميين", مشيرا إلى أن القارة الإفريقية "كثيرا ما تتعرض, بسبب حساسيتها, لارتداد الصدمات المزعزعة التي تضرب الاستقرار في العالم". وتطرق في هذا الصدد, إلى الأزمة في الساحل والتي اعتبرها "مثالا مؤسفا وتعيسا لهذا الواقع", حيث شهد الاستقرار "الهش أصلا" في دول مثل مالي "تدهورا مفاجئا في أعقاب الأزمة الليبية, ناهيك عن النيجر التي لم تنج هي الأخرى من الهجمات التي استهدفت جيشها, مع تصاعد الهجمات الدموية التي يقترفها الإرهابيون في بوركينا فاسو وبعض المحاولات في البلدان الساحلية", مؤكدا أن "عدم الاستقرار اكتسح منطقة الساحل على الرغم من الجهود الشجاعة التي بذلتها البلدان المعنية". وأبرز الرئيس تبون, أن هذه القمة العادية تنعقد في "ظرف خاص لقارتنا, تميزه جملة من التحديات المتعددة كالإرهاب والتطرف والمتاجرة بالمخدرات وتعدد بؤر التوتر والأزمات التي زادت حدتها بشكل مفرط", وهو ما يشكل -كما أضاف- "عائقا حقيقيا في وجه التنمية والتطور لبلداننا ويقوض جهودنا المشتركة لمحاربة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية وتلبية تطلعات شعوبنا المشروعة للرفاه والازدهار". وأوضح أن هذه التحديات تجعل من قمة الاتحاد الإفريقي "فرصة مواتية لتجديد التزامنا بالعمل سويا على التصدي لها, وبالسعي الدؤوب إلى تحرير إفريقيا من النزاعات والسماح لها بتوجيه جهود وطاقات أبنائها لخدمة التنمية والمضي قدما نحو المزيد من الاندماج". واعتبر رئيس الجمهورية, أن الاتحاد الافريقي "قطع أشواطا حسنة على هذا الدرب", واستطرد بالقول أنه "ينبغي الاعتراف في الوقت ذاته أن الكثير لا يزال ينتظرنا", منوها ب"الاختيار الصائب" لموضوع الدورة ألا وهو "إسكات البنادق: تهيئة الظروف المواتية لتنمية افريقيا", وهو الهدف الذي "سطرناه منذ سبع سنوات في إطار نظرة استراتيجية شاملة تتوافق مع رؤية إفريقيا 2063".