يعاني الوافدون الجدد على المدينة الجديدة بوعينان (شرق البليدة) التي تحصي 32.000 وحدة سكنية من جملة من المشاكل التي عكرت فرحتهم باستلام سكناتهم الجديدة التي انتظروها لسنوات, حسبما وقفت عليه "وأج", فيما وعدت السلطات المحلية بالتكفل بها في أقرب وقت. فبعد سنوات من الانتظار للظفر بسكن لائق يتوفر على كافة المرافق الضرورية التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية تفاجئ السكان الجدد لعدد من الأحياء السكنية الواقعة على مستوى هذه المدينة الجديدة التي لا تزال تحصي العديد من ورشات الإنجاز, بتسجيلهم جملة من النقائص التي أرقت حياتهم اليومية. ومن أبرز هذه النقائص التي حولت فرحتهم باستلام سكناتهم إلى "معاناة" يومية والتي وقفت عليها "وأج" ,غياب شبكة الغاز الطبيعي عبر عدد من الأحياء السكنية الجديدة وكذا التذبذب في التموين بالماء الشروب وضعف الإنارة العمومية وكذا عدم استكمال أشغال التهيئة الخارجية ما يعرض أبنائهم للخطر, وفقا لما استسقته "وأج" من السكان. كما اشتكى هؤلاء الذين بدت عليهم ملامح الخيبة والحزن والغضب, من تدني نوعية الأشغال مؤكدين أنهم اضطروا إلى تحمل أعباء تكاليف إعادة ترميم سكناتهم بعد نحو أشهر فقط من الانتقال إليها. - الغاز الطبيعي والماء الشروب من أهم النقائص فبعد مرور نحو السنة من انتقالهم لسكناتهم الجديدة المتواجدة على مستوى "حي 3100 مسكن" لا يزال السكان يعانون من مشكل غياب شبكة الغاز الطبيعي الأمر الذي يجبرهم على تكبد عناء اقتناء قارورات غاز البوتان. وفي هذا السياق أكد أحد سكان هذا الحي بنبرة جمعت ما بين الغضب والحسرة أنه تفاجئ رفقة جيرانه عقب انتقالهم لسكناتهم الجديدة المفترض أن تتوفر على مختلف المرافق الضرورية بعدم توفر أبسط خدمة وهي الغاز الطبيعي. وأضاف السيد كمال المنحدر من الجزائر العاصمة أنه ب"الرغم من الوعود التي قطعها لهم المسؤولون أكثر من مرة لتدارك هذا النقص في أقرب الآجال, إلا أن الوضعية بقيت على حالها". وبهدف وضع حد لمختلف المشاكل التي يعانون منها, اغتنم السكان فرصة زيارة والي الولاية لعدد من ورشات الإنجاز المجاورة لهذا الحي السكني لطرح انشغالاتهم والتي وعد بحلها في ا"لقريب العاجل" بالتنسيق مع مختلف المصالح المعنية على غرار مديرية توزيع الكهرباء والغاز ومؤسسة الجزائرية للمياه. وفي هذا السياق التزم مدير مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز (سونلغاز), حسين ماضي, بربط الحي بشبكة الغاز الطبيعي في "غضون الأسبوع المقبل", مرجعا أسباب تعطل ربطه بهذه الطاقة إلى "إشكالية تضرر القنوات أكثر من مرة بسبب أشغال الإنجاز والتهيئة التي لا تزال متواصلة إلى غاية الآن". من جهته وعد المسؤول التنفيذي الأول ب"مباشرة أشغال تهيئة الحي مباشرة بعد استكمال عملية ربط السكنات بشبكة الغاز الطبيعي" وهي الوعود التي ينتظر السكان تجسيدها في أقرب الآجال للتخلص من هذا المشكل. وإلى جانب المشكل سالف الذكر, تسجل العديد من الأحياء السكنية المتفرقة المتواجدة بالمدينة الجديدة بوعينان من عدة نقائص أخرى كانت السبب في تأجيل عدد معتبر من المستفيدين الانتقال إلى سكناتهم الجديدة أبرزها مشكل التذبذب في التموين بالماء الشروب. وفي هذا الشأن أكد لوأج العديد من السكان الذين ذاقوا ذرعا من هذه الوضعية التي طال أمدها, أنه يتم تزويدهم بالماء الشروب بمعدل "ساعتين فقط كل خمسة أيام" وهي الكمية التي تسد احتياجاتهم لمدة يوم واحد فقط. كما اشتكى السكان من غياب مرافق بسيطة يفترض أن تتوفر بمثل هذه التجمعات السكانية الكبيرة على غرار الإنارة العمومية, الأمر الذي يجبرهم على المكوث في منازلهم بمجرد حلول الليل وارتباط قضاء أبسط احتياجاتهم بضوء النهار, خاصة في ظل عدم توفر الأمن بسبب غياب المقرات الأمنية بالمنطقة. - انشغالات السكان "موضوعية" في متناول الإدارة (والي) وتعليقا على مختلف المشاكل التي طرحها عدد من سكان الأحياء السكنية بالمدينة الجديدة بوعينان, أكد الوالي أنها "انشغالات موضوعية يمكن للإدارة تداركها في أقرب الآجال". فبخصوص مشكل التذبذب بالماء الشروب, وعد السيد نويصر بحله في غضون الأشهر المقبلة وهذا عقب الانتهاء من أشغال إنجاز ثمانية خزانات مياه, فيما سيتم ربط الحي السكني 3100 مسكن بشبكة الغاز الطبيعي خلال الأيام المقبلة, حسبه. وفيما تعلق بنقص المؤسسات التربوية, فقد التزم السيد نويصر بفتح المتوسطة الجاري انجازها بمحاذاة هذا الحي خلال الدخول المدرسي المقبل. وفي انتظار تجسيد وعود المسؤولين يبقى القاطنون الجدد الذي حملوا معهم آمالا كبيرة للإقامة بأحياء عصرية حديثة, يعانون من نقائص غير موجودة حتى بالأحياء الصغيرة المشيدة منذ عشرات السنوات.