فضحت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) التضليل الاعلامي الذي يتبعه المغرب في عدوانه العسكري الأخير ضد الصحراويين في منطقة الكركرات جنوب غرب الصحراء الغربية، من خلال تسريبه صورا كاذبة عن عدوانه في محاولة يائسة لتضليل الرأي العام المغربي والدولي وانتزاع الانتصار العسكري الذي لم يتحقق الا في ذهن الساسة المغاربة. وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية، أن الصور التي تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب مؤخرا والتي تظهر توابيت لقتلى صحراويين زعمت أنه تم قتلهم بنيران الاحتلال المغربي خلال عدوانه العسكري على منطقة الكركرات جنوب غرب الصحراء الغربية، إنما تعود في حقيقة الأمر لضحايا صحراويين قضوا في تحطم طائرة جزائرية سنة 2018 في ولاية البليدة (جنوب غرب العاصمة) . وذكر قسم خدمة تقصي صحة الأخبار (فاك نيوز) في وكالة فرانس برس، أنه مع تواصل التوتر في الصحراء الغربية، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنها تظهر توابيت خمسين قتيلا من الصحراويين قضوا بنيران الجيش المغربي في اعتدائه الأخير على المتظاهرين السلميين في منطقة الكركرات جنوب غرب الصحراء الغربية في خرق لاتفاق وقف اطلاق النار الوقع سنة 1991. وكذب الموقع هذا الادعاء موضحا أنه تم التأكد من ان هذه الصورة نشرت في 2018 وتظهر ضحايا صحراويين قتلوا في تحطم طائرة جزائرية بالقرب من مطار بوفاريك في البليدة " مؤكدة انه لا شأن بالصورة لها بما يجري حاليا في الصحراء الغربية. وتظهر الصورة توابيت ملفوفة بعلم الصحراء الغربية، وجاء في التعليقات المرافقة لها: "عاجل وحصري، 50 قتيلا من جبهة البوليساريو، ضربة قوية اليوم من القوات المسلحة الملكية المغربية". وقد تداولها مئات المستخدمين على موقع فيسبوك. بحسب ما وقع عليه صحفيو القسم ، بدأ انتشار هذه الصورة بهذه الصيغة في الثامن عشر من نوفمبر الجاري، أي بعد خمسة أيام على إعلان المغرب شن عملية عسكرية في منطقة الكركرات، وهي منطقة عازلة في جنوب غرب الصحراء الغربية على الحدود مع موريتانيا. وقد أظهر البحث عن الصور باستخدام محركات البحث أنها منشورة منذ العام 2018، ونشرت الصورة آنذاك على أنها تظهر ضحايا صحراويين قضوا في تحطم طائرة جزائرية. واشارت الوكالة، إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تعج بمنشورات عن الاوضاع في ظل عدم القدرة على التحقق مما يجري على الأرض من مصادر مستقلة. ويواصل المغرب في خرقه لاتفاق وقف اطلاق النار وسط تعتيم اعلامي رهيب حيث تمنع السلطات المغربية دخول أي صحفي او اعلامي او ناشطين حقوقيين صحراويين كانوا او منظمات أجنبية الى الاراضي الصحراوية المحتلة او المنطقة العازلة، من أجل نقل الصورة الحقيقية لما يقع في المنطقة الى العالم وأكد ناشطون صحراويون ان هذا "الحصار الاعلامي ليس بالأمر الجديد".