أكد الأستاذ في الاقتصاد بجامعة سان بابلو بالعاصمة الاسبانية مدريد, خافيير موريلاس, أن المغرب تلقى 654 مليون أورو من الأموال الأوروبية لسياسات الجوار الجديدة خلال الفترة الممتدة من 2007 إلى 2010 , منتقدا سياسة "الابتزاز" المغربية للدول الاوروبية, بما فيها إسبانيا, من خلال ورقة الهجرة غير الشرعية والمخدرات ونهب ثروات الصحراء الغربية. وقال موريلاس في مقال نشر في صحيفة "باركابو" أن "الرباط إستفادت بالفعل من مبلغ 654 مليون يورو خلال الفترة الممتدة من 2007 الى 2010 , والتي زادت منذ ذلك بطرق مختلفة", لاسيما من خلال الاموال التي يجنيها من الهجرة غير الشرعية والاتجار بالمخدرات ونهب ثروات الصحراء الغربية المحتلة. وذكر موريلاس في هذا السياق, باتفاقية الصيد الموقعة بين الاتحاد الاوروبي والمغرب في يوليو 2018 , والتي تسمح ل 128 سفينة أوروبية بممارسة نشاطها في المياه الاقليمية المغربية وكذا تلك التابعة للصحراء الغربية المحتلة, حيث تمتد الاتفاقية من كاب سبارطيل قرب طنجة في شمال المغرب الى الرأس الابيض بجنوب السواحل التابعة للصحراء الغربية على الحدود الموريتانية. وحسب المحلل الاقتصادي , فقد سمحت هذه الاتفاقية للسفن البحرية الاوروبية من صيد ما قيمته 107 ألف طن من الثروة السمكية التي ذهب مردودها الى المغرب". كما عرج السيد موريلاس على اتفاقية الزراعة بين الاتحاد الاوروبي و المغرب, والتي "كيّفها البرلمان الاوروبي أيضا لتشمل منتجات الصحراء الغربية بعد أن صوت في 2019 لتوسيع التفضيلات الجمركية, لتشمل المنتجات من هذه المستعمرة الإسبانية السابقة, والتي تذهب عائداتها بالطبع الى المغرب". وانتقد الخبير الاسباني أداء حكومة بلاده برئاسة بيدرو سانشيز, لاسيما في معالجتها لمسألة الهجرة غير الشرعية التي تسببت - كما قال - " في زعزعة هيبة إسبانيا على المستوى الاوروبي بسبب عدم ضبطها للبوابة الجنوبية بجزر الكناري". اقرأ أيضا : السفير الصحراوي:المغرب يخفي الحقائق الميدانية "ليضلل من يريد عقد صفقات سياسية واقتصادية معهم بالمنطقة" وبسبب هذا "الاداء السلبي" للحكومة الاسبانية, يقول المتحدث, فقد استثنت القمة الاوروبية الاخيرة إسبانيا من المشاركة حول إصلاح منطقة "شنغن" والحدود الأوروبية. وأبرز أن الوكالة الاوروبية لحرس الحدود والسواحل كانت قد كشفت عن "تواطؤ عصابات صناعة الهجرة غير الشرعية لجلب الإرهابيين المتشددين إلى شواطئ الاسبانية بهدف مهاجمة الاتحاد الأوروبي مستغلة انشغاله بجائحة كورونا". في غضون ذلك, يضيف المحلل الاسباني, "يستمر المغرب في سياسة ابتزاز أوروبا بخلق مختلف الاعذار", قائلا أن "هذه هي طريقتهم الكلاسيكية لحل مشاكلهم الداخلية الخطيرة في ظل الفساد الكبير الذي تعاني منه المملكة والتي كانت إسبانيا نفسها والاتحاد الأوروبي قد ساهمت منذ 2000 في التخفيف من حدتها". ولفت الاستاذ الجامعي إلى أن "صناعة الهجرة غير الشرعية فضلا عن زراعة المخدرات التي تزيد عن 120 ألف هكتار, تساعد بشكل كبير في تنشيط الاقتصاد المغربي, وهذا بالرغم من وعود المملكة بالقضاء عليها" , مؤكدا في السياق انه "لا توجد أي رغبة على الإطلاق لدى المغرب في إنهاء زراعة القنب الذي يعتبر أحد الموردين الرئيسيين له في العالم, والذي يدخل أوروبا عبر إسبانيا, ما يتسبب في تشويه صورة مدريد لدى الشركاء الدوليين". ويرى الخبير أنه "بينما تتضرر أوروبا من الهجرة غير الشرعية, فإن المغرب يجني المزيد من الاموال بفضل المهاجرين الذين يساهمون في جلب المزيد من العملات الأجنبية" . واختتم أستاذ الاقتصاد تحليليه بالقول "إذا رغب رئيس الوزراء سانشيز, في رسم معالم جديدة للعلاقات الاوروبية فعليه أولا عزل علاقات الجوار بين الاتحاد الأوروبي والمغرب كحل لإنهاء موجة قوارب الهجرة".