يصوت الناخبون الأمريكيون في ولاية جورجيا, يوم الثلاثاء, في الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشيوخ الحاسمة, التي ستكشف أي المعسكرين الجمهوري أم الديمقراطي, سيسيطر على قرارات الغرفة العليا من الكونغرس خلال السنوات المقبلة, وتحدد بذلك مدى إمكانية تفعيل جدول أعمال الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب جو بايدن. وسيدلي الناخبون بأصواتهم انطلاقا من الساعة 07:00 بالتوقيت المحلي (12:00 ت غ), في جولة الإعادة التي تنظم بعد فشل كل من الديمقراطيين جون أوسوف ورافائيل وارنوك, اللذان يتواجهان مع الجمهوريان ديفيد بردو, وكيلي لوفلير, في الحصول على نسبة 50 بالمائة+1 أو أكثر من الأصوات, خلال الجولة الأولى التي نظمت في 3 نوفمبر الماضي - بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية - لتجديد 35 مقعدا من أصل 100 مقعد في مجلس الشيوخ. ويخوض عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان الانتخابات من موقع "الأوفر حظا" نظريا في هذه الولاية المحافظة, ويعول عليهما الحزب الديمقراطي للإبقاء على سيطرته في مجلس الشيوخ, بعد الهزيمة التي موني بها في الانتخابات الرئاسية وانتخابات مجلس النواب. وفي نفس الوقت, يأمل المرشحان الديمقراطيان تحقيق فوز مدفوع بانتصار جو بايدن في هذه الولاية خلال انتخابات نوفمبر, خاصة وأن الولاية لم تنتخب أي ديمقراطي منذ العام 1992. وتشير التقارير إلى أن أكثر من ثلاثة ملايين ناخب, من أصل حوالي سبعة ملايين ناخب مسجل, صوتوا مبكرا, وهو رقم قياسي لانتخابات فرعية لعضوية مجلس الشيوخ. وقد أظهر استطلاع للرأي تحت عنوان "حماية أمريكا" أجراه آدم جيلر, لصالح الحزب الجمهوري, نشر قبل ساعات, تسجيل تعادل إحصائي بين مرشحي كلا الحزبين, مع تقدم طفيف للديمقراطيين خلال التصويت المبكر, مما يضغط على الجمهوريين لزيادة إقبالهم في انتخابات اليوم للحاق بالركب. وخلال هذا الاستطلاع الذي خص 500 ناخب محتمل, وشمل كلا من الهواتف المحمولة والخطوط الأرضية, مع هامش خطأ قدر بأكثر أو أقل من 4.38 نقطة مئوية, حصل كلا المرشحين الجمهوريين على 45 بالمائة من الأصوات مقابل 46 بالمائة لكلا المرشحين الديمقراطيين . وقد حصل الديمقراطيين على دعم من قبل الناخبين الذين صوتوا مبكرا - وفقا لذات الاستطلاع - حيث تقدم جون أوسوف على دفيد بردو ب54 بالمائة من الأصوات مقابل 36 بالمائة, وتحصل رافائيل وارنوك على 54 بالمائة من الأصوات, مقابل 37 بالمائة لكيلي لوفلير. ولكن نتائج الناخبين المستطلعين الذين لم يصوتوا بعد, قد كشفت تقدم المرشحان الجمهوريان بردو و لوفلير (56 و 55 بالمائة) على المرشحان الديمقراطيان أويوف ووارنوك (38 و36 بالمائة), وبذاك سيكون الإقبال عاملا رئيسيا في تحديد الفائزين وميزان القوى في مجلس الشيوخ الأمريكي. ويسيطر الجمهوريون حاليا على 50 مقعدا, بينما يسيطر الديمقراطيون على 48 (اثنان من هذه المقاعد يشغلها مستقلون يصوتون مع الديمقراطيين). وفي حال فاز الجمهوريون مرة واحدة على الأقل في هذه الانتخابات, سيحتفظون بالأغلبية في المجلس - على الأقل خلال العامين الأولين من رئاسة جو بايدن - أما إذا فاز الديمقراطيون في كلتا الانتخابات, فسترجح الكفة لصالحهم وسيشكلون الأغلبية, بفضل التصويت الحاسم الذي ستحصل عليه نائبة الرئيس كامالا هاريس بصفتها رئيسة لمجلس الشيوخ, حسبما ينص عليه الدستور الأمريكي. وفي حال حقق المرشحان الديمقراطيان هذا الانجاز, فسيكون بإمكانهم تحديد جدول الأعمال التشريعي, وتأكيد أعضاء إدارة بايدن والقضاة الفيدراليين بسهولة أكبر, كما سيتسنى لهم إعادة بعث عدد من القوانين التي تم تعطيلها تحت إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب. اقرأ أيضا : بعد سيطرتهم على مجلس النواب, الديمقراطيون يترقبون نتائج انتخابات مجلس الشيوخ الحاسمة الكونغرس يجتمع غدا للمصادقة على نتائج الرئاسيات وتكتسي هذه الانتخابات الفرعية أهمية كبيرة بالنسبة للحزب الجمهوري, الذي يتخوف من أن يتعرض لهزيمة أخرى بعد تلك التي ألحقت به في الانتخابات الرئاسية الماضية, التي رفض الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الاعتراف بنتائجها. وخلال حملته لانتخابات مجلس الشيوخ, دعا ترامب في تجمع حاشد بشمال غرب جورجيا أمس الاثنين, مؤيديه إلى التصويت بقوة للحفاظ على سيطرة الجمهوريين على الغرفة العليا للكونغرس, مجددا مزاعمه بأن انتخابات نوفمبر قد تعرضت للتزوير, وهو الأمر الذي ينفيه مسؤولون جمهوريون, بمن فيهم المدعي العام السابق ورئيس الانتخابات في جورجيا. ومن المقرر أن يجتمع الكونغرس يوم غد الأربعاء, للتصديق على تصويت الهيئة الانتخابية رسميا لصالح جو بايدن (306 مقابل 232 من أصوات كبار الناخبين). وقد تم تأكيد فوز بايدن, في الانتخابات الرئاسية من قبل الهيئة الانتخابية في 14 ديسمبر الماضي, بعد أن صادقت جميع الولايات الخمسين (50) رسميا على نتائج التصويت. ورفض ترامب التنازل والاعتراف بهزيمته, رغم أن حملته خسرت ما يقرب من 60 طعنا قانونيا تم تقديمها خلال الشهر الماضي. ولم يكتف الرئيس المنتهية ولايته بالطعن في نتائج الانتخابات, بل تمادى أكثر من ذاك من خلال محاولته الضغط على مسؤول الانتخابات في جورجيا براد رافينسبرجر, "لإيجاد" أصوات كافية لتحويل هزيمته في الولاية إلى فوز, وهذا ما كشفت عنه مكالمة هاتفية مسجلة جمعت بينهما تم تسريبها مؤخرا للإعلام الأمريكي. وقال رافينسبرجر تعليقا على هذه المكالمة: "لا أعتقد مطلقا أنه كان من المناسب أن أتحدث إلى الرئيس لكنه ضغط (من أجل ذلك) ... تلقينا المكالمة ودار بيننا حوار. وكان هو يتحدث في أغلبها بينما كنا نستمع نحن". ورفض رافينسبرجر والمستشار العام لمكتبه تأكيدات ترامب على وجود تزوير في الانتخابات خلال المكالمة التي استمرت لساعة. وطالب عضو في الحزب الديمقراطي في الولاية بإجراء تحقيق بشأن ما إذا كان ترامب قد انتهك قانون الانتخابات في جورجيا بهذه المكالمة.