تنطلق غدا الخميس المسيرة الأولى التي ترفع راية الحرية للشعب الصحراوي، وذلك عبر كامل التراب الاسباني، حاملة الدعوة للحكومة الإسبانية لإحترام الشرعية الدولية وحقوق الإنسان بالصحراء الغربية، وسط تصاعد وتيرة القمع المغربي بحق الناشطين الحقوقيين الصحراويين في الأراضي الصحراوية المحتلة. وتتفرع عن المسيرة عدة أجنحة تنطلق من مختلف المقاطعات الاسبانية لتلتئم جميعها بالعاصمة الإسبانية مدريد يوم 19 يونيو القادم يصاحبها تنظيم عدة أنشطة موازية بدعم مباشر من عالم الثقافة. ومن المقرر أن تعطى إشارة الإنطلاق بجبل "تيدي" ليلة الأربعاء إلى الخميس، لتبدأ المرحلة الأولى من الجناح الجنوبي لمدينة "كاديث" الأندلسية، فيجوب مقاطعة الأندلس الكبرى الى غاية حلول 5 يونيو القادم. وعلى مستوى مقاطعة "كانطابريا" (الشمال)، فسينطلق الجناح من مدينة "كاصترو أورذياليس" ليلتقي يوم 10 يونيو القادم مع مسيرة "كاصتيا إليون" قبل الوصول إلى مدريد يوم 18 من نفس الشهر. يضاف الى هذا خروج أجنحة من بلاد "الباسك" بتاريخ 20 يونيو إنطلاقا من مدينة "إيرون". ومن مدينة "أليكانتي"(شرق)- إحدى ولايات "بالينثيا"-، سينطلق الجناح بتاريخ 1 يونيو المقبل، وبعد الإنتهاء من 15 مرحلة، يصل الى مدريد في الموعد المحدد لوصول المسيرة وهو 18 يونيو. وبمقاطعة "كاصتيا لامانتشا"، من المقرّر أن يقطع المشاركون 14 مرحلة سيرا على الأقدام، تبدأ من مدينة "ألباثيطي" في 5 يونيو لتتشكّل مجموعة أخرى ضمن هذا الجناح. والى جانب هذه الأجنحة الرسمية الثلاثة، تعتزم عدة مقاطعات المشاركة في المسيرة الكبرى، بطرق مختلفة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، قرّرت مقاطعة "غاليثيا" تحديد مسلك مرورا بجبل"غوزو" الى غاية إحدى ساحات مدينة "سانتياغو"، وبالموازاة مع ذلك تتواصل الأنشطة خلال المسيرة. وبمقاطعتي كل من "كطالونيا" و "إكستريماذورا"، ستجري وقائع مسيرات على الأرجل تصاحبها أنشطة ثقافية. أما في بمقاطعة "كناريا"، سوف ينظّم القائمون على المسيرة حفلا فنيا ثقافيا لتقديم المسيرة للجمهور، والتي ستستمر بجميع الجزر التي تتكون منها المقاطعة. وبمقاطعة جزر "الباليار"، سيعكف المنظمون على تنظيم حدث ثقافي بالتوازي مع مظاهرة مدريد يوم 19 يونيو المقبل. وخلال حدث التقديم، أشار منسق اللجنة المشرفة على عملية وصول المسيرة، إبان براظوو، الى أنها "المرة الأولى التي يتمّ فيها تنظيم مثل هذا النوع من التظاهرات، تضامنا مع الشعب الصحراوي"، مضيفا أن مكونات المجتمع المدني الإسباني "واعية تمام الوعي بإجبار الحكومة المركزية الإسبانية على التخلي عن دعم المحتل المغربي، وقطع العلاقات مع الأنظمة الديكتاتورية مثل النظام المغربي". وأوضح المنسق الاسباني، أن مئات الهيئات والجمعيات "تشارك في هذا الحدث الهام وهي تمثل حركة التضامن بقطع مئات الكيلومترات". من جهته، أبرز ممثل جبهة البوليساريو في اسبانيا، عبد الله العرابي، أن هذه المسيرة "الضخمة جاءت فكرة تنظيمها بشكل عفوي من مبادرات المواطنين البسطاء، في ضوء غياب الحل من جانب المجموعة الدولية، وعدم مبالاة الحكومة الإسبانية، الامر الذي أدى الى خرق وقف إطلاق النار من الجانب المغربي". قال العرابي "ها هو الشعب الصحراوي بإصراره يظهر صبره وثقته في التوصل الى الحل السلمي طوال 29 سنة، وبنفس الإصرار يبين مواصلة المسيرة بالكفاح إلى غاية نيل إستقلاله الوطني على كامل ترابه". أما الممثل الإسباني ويلي طوليظو، فقد أعرب عن الأسف كون وسائل الإعلام الإسبانية في مجملها لا تغطي ما يجري من أحداث بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية، "على أن المسئولية السياسية والقانونية تقع على الحكومة المركزية الإسبانية"، منددا بالخروقات السافرة لحقوق الإنسان بحق المدنيين الصحراويين. وقد لقيت المسيرة الكبرى دعم ومؤازرة عدة شخصيات سياسية وثقافية، من بينها الممثلة القديرة كلارا لارا، و ألبارو باغلييطو اللّذين سبق لهما أن شاركا في أنشطة تضامنية متعددة على غرار المهرجان العالمي للسينما.