طالبت منظمات وهيئات إسبانية الاحتلال المغربي بالإسراع في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية, منددة بوضعيتهم المزرية و بالتصعيد المستمر في انتهاكات حقوق الإنسان في الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية, حسبما نقلته وكالة الأنباء الصحراوية (واص). و خلال مظاهرات عمت مختلف المقاطعات الاسبانية- بمناسبة اليوم العالمي للمعتقل السياسي الذي يصادف يوم 17 أبريل-, ندد المشاركون ب"الكارثة التي يعاني منها عشرات المعتقلين الصحراويين, بعد صدور الأحكام الجائرة بحقهم بسبب الإفصاح سلميا وعلنيا عن تمسّكم بمقتضيات الشرعية الدولية بشأن الصحراء الغربية, وممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير", تضيف (واص). وأوضحت الوكالة أنه بمقاطعة "أراغون", رفعت جمعيات الصداقة والتضامن مع الشعب الصحراوي وهي مجتمعة في إطار "صاحاراغون", صوتها عاليا بمناسبة هذا اليوم دفاعا عن الناشطين الصحراويين, مطالبة بالتدخل العاجل لهيئات المجموعة الدولية. و تأسف مرصد حقوق الإنسان بأراغون لمعاناة الصحراويات والصحراويين من" ظلمات السجون المغربية وأصناف المضايقات والخروقات الممنهجة لأبسط حقوقهم", بالرغم من أن الشرعية الدولية إلى جانبهم وعدم اعتراف أية دولة بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية, علاوة على أن الأممالمتحدة تعتبر الإقليم غير مستقل وما زال ينتظر تصفية الاستعمار ويخضع للإدارة الإسبانية, مستنكرا بسط المغرب احتلاله اللاّشرعي في الصحراء الغربية. وبمقاطعة بالينثيا, نظمت جمعيات الصداقة وممثلون سياسيون وجمعيات الجالية الصحراوية مظاهرات ووقفات تضامنا مع المعتقلين السياسيين الصحراويين, مستنكرة "موجات القمع والتنكيل" التي تطال المدنيين الصحراويين في الاراضي المحتلة, خاصة منذ خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر الماضي بعدوانه العسكري على مدنيين صحراويين في المنطقة العازلة بالكركرات. وترى الحركة التضامنية بالمقاطعة المذكورة أن وتيرة التضييق والممارسات المشينة بحق المدنيين الصحراويين نساء ورجالا, "أخذت في التصاعد في أعقاب الخرق المغربي لوقف إطلاق النار, إلى جانب الحصار المفروض على المناطق المحتلة",وطالبت بتدخل المنظمات الدولية "الوازنة" لفرض احترام حقوق الإنسان للمدنيين الصحراويين. ومن جهته, أكد الممثل الجهوي بمقاطعة بالينثيا, حبيب الله محمد, خلال التظاهرة, مسؤولية إسبانيا القانونية في مسار تصفية الإستعمار من الصحراء الغربية, داعيا كل الهيئات إلى "الدخول في مبادرات سياسية لمنح يوم واحد للشعب الصحراوي ليعبّر بحرية ويختار شكل مستقبله, من خلال تنظيم استفتاء حر وشفاف, باعتبار أن الجميع يعرف رغبة الشعب الصحراوي تحت راية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية". من جهتها, نددت التنسيقية العامة لجمعيات الصداقة بمدريد, ب"عجز و لامبالاة الأممالمتحدة التي تقف تتفرّج على ما يجري بالمناطق المحتلة, وعدم قدرتها على تمديد صلاحيات البعثة الأممية, و لا على تطبيق قراراتها وتوصياتها السابقة بخصوص تقرير مصير الشعب الصحراوي, في ظل الموقف الفرنسي والصمت الإسباني على تطبيق ميثاق حقوق الإنسان". اقرأ أيضا : اللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان تطالب الصليب الأحمر الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه المعتقلين الصحراويين و دعت التنسيقية, اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى "تطبيق اتفاقات جنيف, بالتوازي مع عودة الحرب من جديد", مؤكدة أن "الاتفاق الحالي يدعو إلى حماية الأشخاص في أي وقت من الأوقات وبأية وسيلة, في ظل الحرب أو الإحتلال". وأشارت (واص) إلى أنه لدعم تحركها السياسي, تشرف التنسيقية العامة لجمعيات الصداقة بمدريد يوم الأحد على ندوة رقمية للوقوف على الوضعية السائدة التي يعيشها المعتقلون السياسيون الصحراويون بالأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية, وكذا الناشطون الحقوقيون بالسجون المغربية , بمشاركة خابيير رويث غارثيّا, رئيس مرصد حقوق الإنسان بمقاطعة كاصتيا لامانتشا - الذي حضر كمراقب لفصول المحاكمات بحق الناشطين الصحراويين (بمدينة العيون المحتلة, مراكش, الدار البيضاء والرباط) وحسنّة أعليّا , الناشط في مجال حقوق الإنسان والمحكوم عليه من قبل الاحتلال المغربي لمشاركته في مخيم '' أكديم إزيك '' , ومحفوظة بمبة لفقير, الناشطة في مجال حقوق الإنسان عضو تنسيقية ''أكديم إزيك'', و المناضل أبّيه جامع. وتستعد منظمات المجتمع المدني الإسبانية المساندة للقضية الصحراوية, لتنظيم مسيرة ضخمة في شهر مايو المقبل, تضامنا مع الشعب الصحراوي ودفاعا عن حريته, حسبما أفادت به وكالة الأنباء الصحراوية. ومن المقرر أن تنطلق مسيرة كبيرة تدافع عن حرية الشعب الصحراوي من مدينة ''كاديث'' بمنطقة ''الأندلس'' يوم 20 مايو المقبل وتلتئم كإشارة نهاية بالعاصمة مدريد في 19 يونيو المقبل, وذلك بمشاركة عدة أجنحة تنطلق من كناريا, الباليار, غاليثيا, كانطابريا, نابارا, لاريوخا, كطالونيا, إكستريماذورا, كاستيا إليون, كاستيا لامانتشا, ومقاطعة بالينثيا. وخلال الشهر الذي ستقضيه المسيرة التضامنية, سيتم تنظيم عدة أنشطة وفعاليات, لإظهار "تعهد المجتمع المدني الإسباني بالوقوف بجانب القضية الصحراوية العادلة".