ركزت الصحف الوطنية الصادرة، اليوم الثلاثاء، على نهاية الحملة الانتخابية وبداية الصمت الانتخابي الذي سيدوم ثلاثة أيام قبل الاقتراع المزمع تنظيمه يوم السبت القادم، مشيرين إلى أن المعركة الانتخابية التي قادتها الأحزاب السياسية والقوائم الحرة ركزت في أواخر حملتها على ضرورة التشديد على المشاركة في الانتخابات لبناء الجزائر الجديدة واستكمال أيضا بناء مؤسساتها. تحت عنوان "نهاية الجدل السياسي وبداية الصمت الانتخابي"، قامت يومية "الشعب" بتلخيص أهم تصريحات رؤساء وممثلي الأحزاب السياسية وكذا القوائم الحرة التي تتنافس مقاعد العهدة التاسعة للغرفة السفلى، مذكرة أن الحملة الانتخابية، ستختتم منتصف ليلة الثلاثاء، في انتظار تنظيم الانتخابات التشريعية. وكتبت أن المتنافسين سعوا جاهدين طوال فترة الحملة الانتخابية في إقناع الناخبين على التصويت لصالحهم، مركزين خطاباتهم على ضرورة تحقيق تغيير "إيجابي" من أجل بناء الجزائر الجديدة، فضلا عن دعوتهم للذين يرفضون الانتخابات باحترام الرأي الآخر والاحتكام للشعب والصندوق. كما تطرقت يومية الشعب إلى التجاوزات التي لوحظت بولاية وهران، حيث أشارت إلى أن المندوبية الولائية للسلطة المستقلة للانتخابات كشفت عن تسجيل بعض الخروقات، خلال الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، تتعلق أساس بعدم احترام البروتوكول الصحي للوقاية من كورونا. وبعنوان عريض في صفحتها الأولى "الدعوة إلى المشاركة بقوة"، خصصت يومية "المجاهد" الناطقة باللغة الفرنسية العديد من مقالات حول الخرجات الميدانية للمشاركين في الانتخابات، مذكرة أن الحملة الانتخابية تنتهي اليوم على الساعة منتصف الليل. وذكرت الجريدة أن الحملة الانتخابية تنتهي بعد 20 يوما من تجمعات ولقاءات شعبية التي نشطها ممثلو الأحزاب السياسية والقوائم الحرة، للتعريف ببرنامجهم وحث الناخبين على المشاركة بقوة في هذه "الانتخابات الحاسمة لاستقرار البلاد وبعث التنمية". وفي نفس السياق، كتب صاحب مقال الافتتاحية أنه أياما قليلة قبل الانتخابات التشريعية، بدأ دور الشرعية الشعبية في تشكيل وجه الجزائر الجديدة من المهارات والجيل الجديد، وإغلاق أقواس الاستبداد والفساد والتهميش مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على بقاء الدولة القومية و التماسك الاجتماعي. إقرأ أيضا: الصحف الوطنية تواصل تغطية مجريات آخر أيام الحملة الانتخابية يومية "أوريزون" لم تتطرق كثيرا في عددها الأخير إلى نشطات وتجمعات الأحزاب السياسية وكذا القوائم الحرة ، إلا أنها لفتت الانتاه أن شق البيئة لم يتم التحدث عنه من طرف المشاركين في الاستحقاقات. و في هذا السياق، قالت الجريدة في مقال تحت عنوان "البيئة الخامسة عجلة المحراث"، أنه "يبدو أن القضية الحساسة للبيئة قد تم تجاهلها من برامج غالبية المرشحين في المنافسة على الانتخابات التشريعية ل 12 يونيو"، متسائلة في ذات السياق عن مصي تغير المناخ. وعشية الدخول في الصمت الانتخابي، أعطت يومية "لكسبرسيون" حصة الأسد للخرجات الميدانية لممثلي ورؤساء الأحزاب السياسية وكذا حوارات مع مرشحي القوائم الحرة، فضلا عن مقالات تنويرية، وذلك بتخصيص ثلاثة صفحات لهذا الموعد الانتخابي. وتحت عنوان " الحملة الانتخابية تترك مجالا للصمت الانتخابي...فرصة للتغيير"، قال صاحب المقال أن الحملة الانتخابية التشريعية تفسح المجال اليوم لمعركة جديدة تلوح في الأفق، قائلا في هذا الصدد أن هذه المعركة التي تعد أكثر صعوبة وحسما لبقية الأحداث، سيتم اللعب فيها في منطقة غير مألوفة للمرشحين الأحرار العديمي الخبرة و أن الأحزاب السياسية التي تستفيد من تجربة معينة ومن تقاليد في إطار الانتخابات تكون هي المفضلة في هذه الحالة. وفي مقال آخر تحت عنوان "هل قال المرشحون كل شيء؟"، أشار صاحب المقال أن منشطي التجمعات ضاعفوا دعواتهم في اليوم ال 19 من الحملة الانتخابية دعواتهم للناخبين للذهاب يوم السبت للصناديق الاقتراع. وكتب أن الأحزاب السياسية والمرشحين الأحرار، كانوا متفقين بالإجماع، طوال قرابة ثلاثة أسابيع من الحملة الانتخابية، في "إعادة التأكيد" على أهمية اقتراع 12 يونيو، الذي سيستخرج منه حسبهم، نواب جديرون بهذا الاسم ، أكفاء، قادرين على إحداث التغيير وبناء جزائر جديدة . وفي نفس الاتجاه، كتبت يومية المساء التي خصصت صفحتين للحملة الانتخابية، في مقال تحت عنوان "دقت ساعة الحسم لانتخاب برلمان شرعي"، أن الستار سيسدل اليوم على الحملة الانتخابية لتشريعيات 12 يونيو، في "ظل التزام أزيد من 22 ألف مترشح بالضوابط التي جاء بها القانون العضوي للانتخابات، لا سيما فيما تعلق بتحييد المال الفاسد، إذ لم تتجاوز الإخطارات الموجهة في هذا الإطار، الاثنين فقط من إجمالي 28 إخطارا". وأوضحت أن "الخطاب الانتخابي للمترشحين تميز بالإجماع على أهمية التصويت لتحقيق التغيير المنشود واستكمال بناء مؤسسات الجزائر الجديدة وتأكيد التمسك بالحوار والتوافق الوطني ما بعد التشريعيات، مع الابتعاد عن خطاب العنف والكراهية". كما أورد ذات المقال أنه عكس المخاوف التي أثيرت عند بداية الحملة الانتخابية، من طرف محرضين ومسيئين استهدفوا انطلاق المسار الانتخابي وحاولوا التشويش على المترشحين، جرت التجمعات الشعبية والخرجات الجوارية في "جو من الهدوء والسكينة". إقرأ أيضا: التغيير الإيجابي يكون عبر المشاركة القوية في الانتخابات أما جريدة "لانوفال ريبوبليك" الناطقة بالفرنسية فقد كتبت أن الحملة الانتخابية للتشريعيات التي بدأت يوم 20 مايو الفارط، ستنتهي اليوم، مشيرة إلى أنها عرفت 6.000 نشاط بين تجمعات شعبية ولقاءات جوارية نظمت من طرف ممثلي الأحزاب السياسية والقوائم الحرة الذين استثمروا في عملية تجديد المجلس الشعبي الوطني. وفي نفس الاتجاه عنونت جريدة الشروق هي الأخرى حول "تشريعيات 12 يوينو... نهاية الحملة الانتخابية عند منتصف الليل"، أكدت فيها أن الحملة الانتخابية التي انطلقت يوم 20 مايو الماضي ودامت 20 يوما، في إطار الضوابط التي حددها القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات، الذي ينص في مادته ال73 على أنه "باستثناء الحالة المنصوص عليها في المادة 95 (الفقرة 3) من الدستور، تكون الحملة الانتخابية مفتوحة قبل ثلاثة وعشرين (23) يوما من تاريخ الاقتراع، وتنتهي قبل ثلاثة (3) أيام من تاريخ الاقتراع. وأشارت أنه باختتام الفترة القانونية للحملة الانتخابية التي جرت في إطار تدابير جديدة جاء بها القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات، تبدأ بعد منتصف ليلة الثلاثاء، فترة الصمت الانتخابي التي تدوم إلى غاية يوم الاقتراع 12 يونيو. كما خصصت ذات الجريدة حوار لرئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، الذي رافع، كما قالت، لتشكيل "تحالف حكومي مرحلي جديد بعد التشريعيات لإنقاذ الجزائر مما وصفه بالأزمات الداخلية التي تتخبط فيها"، معتبرا أن قضية التحالف المستقبلي مع الفاعلين في الساحة السياسية، سواء في البرلمان أم الحكومة، تضيف يومية الشروق، "استراتيجية فاعلة في الوقت الراهن، تتطلب من الجميع تقديم تنازلات لأن الجزائر فوق كل اعتبار". ومن جانبها كتبت جريدة "الخبر" في مقال تحت عنوان "مترشحون انسحبوا من الحملة في صمت"، أنه بعد أسبوعين من حملة وصفت ب"الباردة"، تم تسجيل "انسحاب العديد من المترشحين وخاصة الأحرار". وقالت أن المنسحبين من سباق التشريعيات أيقنوا صعوبة المهمة، وتجسد ذلك من خلال "عدم طباعة أي ملصقات، وقد بدت جداريات الحملة في الشارع خالية من أية صورة. وحتى صفحات فايسبوك التي غيرت بعض أساليب الدعاية السياسية خلت من المترشحين الشباب على وجه الخصوص". وأفادت أن المترشحين التي اقتربت منهم قالوا أن "اليأس كبح نشاطهم، وسط لا مبالاة المواطن البسيط بالمشهد السياسي ككل، وصعبة الترويج السياسي". وفي مقال آخر، تحدثت نفس جريدة "الخبر" عن "مرشحون شباب حرموا من إعانات الدولة"، قائلة أن هؤلاء اشتكوا من تأخر السلطة المستقلة في صب الدعم المالي المقرر لهم من قبل الدولة إلى غاية ساعات من اختتام الحملة الانتخابية، قائلين أن هيئة شرفي "لم تحول الحصة المالية المقررة قانونا للشباب إلى حسابات القوائم، لافتين إلى صعوبات واجهوها في فتح هذا الحساب، بسبب القيود التي وضعتها المؤسسات البنكية ومندوبيات السلطة". أما بالنسبة ليومية "الشاب المستقل" الصادرة بالفرنسية، تساءل عن الحصيلة بعد 20 يوما من النشاط الانتخابي لمرشحي الأحزاب السياسية والقوائم الحرة، مشيرة إلى تصريحات المراقبين الذين يعتبرون أنه من السابق آوانه إجراء الآن حصيلة الحملة. وقالت أنه من المستحيل معرفة ما إذا كان هناك حماس كبير عند المواطنين، مبرزة أنه يستحيل تشخيص انخراطهم ومشاركتهم الفعالة في الانتخابات.