اجتمع رؤساء الدول والحكومات, ضمن فعاليات الدورة ال76 للجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة, لمناقشة موضوع "جبر الضرر وتحقيق العدالة العرقية والمساواة للسكان المنحدرين من أصل أفريقي", وذلك بمناسبة الذكرى العشرين لاعتماد وإعلان برنامج عمل "ديربان" لمكافحة العنصرية. واعتمدت الدول الأعضاء خلال اجتماع أمس الاربعاء, قرارا لحشد الإرادة السياسية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية من أجل التنفيذ الكامل للإعلان الهام. قال الأمين العام للأمم المتحدة, انطونيو غوتيريش, بعد عقدين من اعتماد إعلان تاريخي للقضاء على العنصرية, لا يزال التمييز "يتغلغل في المؤسسات والهياكل الاجتماعية والحياة اليومية في كل مجتمع. وأضاف غوتيريش أن "المنحدرون من أصل أفريقي ومجتمعات الأقليات والشعوب الأصلية والمهاجرون واللاجئون والمشردون وكثيرون غيرهم, لا زالوا جميعا كبش الفداء ويتعرضون للكراهية والوصم والتمييز والعنف". وأوضح أن "كراهية الأجانب وكراهية النساء والمؤامرات البغيضة وسمو العرق الأبيض والأيديولوجيات النازية الجديدة آخذة في الانتشار, وتضخمت عبر صدى غرف الكراهية". وقال الأمين العام الأممي, إنه لا تزال العنصرية الهيكلية والظلم المنهجي يحرمان الناس من حقوقهم الإنسانية الأساسية كما أن الروابط بين العنصرية وعدم المساواة بين الجنسين لا لبس فيها. وتعاني المرأة من بعض أسوأ آثار "تداخلات وتقاطعات التمييز". ودعا الجميع إلى إدانة التمييز وخطاب الكراهية والمزاعم التي لا أساس لها إذ إن أولئك الذين يروجون لهذه الأيديولوجية اليوم يشوهون "معركتنا الأساسية ضد العنصرية". وحث الجميع على "الاعتراف بالتنوع باعتباره ثراء وإدراك أن محاربة العنصرية هي معركة عالمية حقيقية في كل مجتمع". اقرأ أيضا : الجزائر تندد بتصاعد الشعبوية التي تكرس خطاب الكراهية من جهته أكد رئيس الدورة ال76 للجمعية العامة للأمم المتحدة عبد الله شهيد, أن العالم لم يفعل ما يكفي "للتصدي لانتشار" التمييز العنصري والتعصب وكراهية الأجانب. "العنصرية تولد العنف والتشريد والظلم. وهي لا تزال موجودة لأننا نسمح لها بذلك. وتخترق المجتمع لأننا نخفق في الاعتراف بالتنوع". وقال شهيد, إنه طوال فترة الجائحة, نرى المهمشين والضعفاء "يتخلفون أكثر" في ظل "حرمانهم من المساواة في الحصول على الصحة والتعليم والأمن". ودعا شاهد قادة العالم على "قلب الطاولة على العنصرية والتعصب" من خلال الإقرار بهذه الإخفاقات والسعي إلى المساواة العرقية "لسد هذا الانقسام" وبناء المرونة لمن تخلفوا عن الركب. بدورها قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت, إنه من الضروري معالجة العواقب الدائمة للعنصرية حيث يستمر الملايين في تحمل عبئها في الماضي والحاضر وإرث الاستغلال الاستعماري والاستعباد اللاإنساني والإجرامي للأفارقة. واوضحت إن التعويضات يجب أن تتجاوز "الرمزية" لتشمل إجراءات رد الحقوق وإعادة التأهيل وضمانات عدم تكرار ذلك أبدا.