يتسلم الدبلوماسي الايطالي-السويدي، ستافان دي ميستورا، يوم الاثنين مهامه كمبعوث خاص للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية، خلفا للألماني هورست كوهلر، الذي استقال من هذا المنصب في 22 مايو 2019. وتم تعيين دي ميستورا (74 عاما) مبعوثا خاصا للأمم المتحدة للصحراء الغربية في السادس من أكتوبر الماضي، و اعتبر الأمين العام الاممي، أنطونيو غوتيريش، موافقة الأطراف عليه "مؤشرا إيجابيا". وكانت جبهة البوليساريو قد أعطت موافقتها في 29 ابريل الماضي على تعيين دي ميستورا، إلا أن الرفض المغربي عطل عملية تعيينه لأكثر من أربعة أشهر. و اضطرت الرباط قبول اقتراح تعيين دي ميستورا في سبتمبر الماضي، تحت ضغط الولاياتالمتحدة، حسب مصادر دبلوماسية في نيويورك. إقرأ أيضا: مينورسو: مجلس الأمن يمدد الغموض ويقوض جهود دي مسيتورا مسبقا و كان غوتيريش قد أقر بصعوبة تعيين شخصية لهذا المنصب كونه "منصبا معقدا"، قائلا أنه "لطالما كان صعبا ايجاد الشخص المناسب لتوليه". و سبق للأمم المتحدة أن عينت قبل هورست كوهلر، ثلاثة وسطاء، لمحاولة تسوية النزاع المستمر بين المغرب و جبهة البوليساريو منذ 46 سنة لكن بدون جدوى، ويتعلق الامر بمبعوثين أمريكيين (جيمس بيكر و كريستوفر روس) و الهولندي بيتر فان فالسوم. و ترى جبهة البوليساريو في تعيين مبعوث شخصي جديد ليس "غاية في حد ذاتها"، وتؤكد أن دور هذا المبعوث يتمثل في "تسهيل خطة سلام قوية ومحدودة في الزمان تفضي الى ممارسة الشعب الصحراوي بحرية و ديمقراطية لحقه الثابت في تقرير المصير و الاستقلال". و للدبلوماسي دي ميستورا، المزدوج الجنسية (الايطالية و السويدية) خبرة أربعة عقود في الاممالمتحدة سيما في مناطق النزاعات، او على مستوى الوكالات الانسانية. فقد عين سنة 2014 مبعوثا خاصا لملف الازمة السورية، كما تولى دور الوسيط في محادثات السلام بسوريا. وقدم الدبلوماسي أيضا خدماته كوسيط في كل من العراق و افغانستان، حيث عمل كرئيس لبعثات الاممالمتحدة في البلدين. ويخلف دي ميستورا في هذا المنصب، الالماني هورست كوهلر الذي استقال شهر مايو 2019 "لأسباب صحية" والذي اشاد الامين العام للامم المتحدة بجهوده المتواصلة و الكثيفة من اجل اعطاء دفع جديد لمسار التسوية في الصحراء الغربية. ويعتبر الألماني هورست كولر آخر مبعوث أممي الى الصحراء الغربية، حيث تمكن من جمع الطرفين (جبهة البوليساريو والمغرب) حول طاولة مفاوضات، بعد نحو 6 سنوات من التوقف. يجدر التذكير، بأن مجلس الأمن الدولي مدد الجمعة الماضية مهمة البعثة الأممية للاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" لعام آخر تنتهي في 31 أكتوبر 2022، وذلك بموجب لائحة انتقدت نصها العديد من الدول الاعضاء في مجلس الامن. وتم اعتماد هذه اللائحة بعد التصويت عليها ب13 صوتا و امتناع عضوين وهما روسيا و تونس. و لم يتم تجديد ولاية المينورسو بالتوافق داخل مجلس الامن منذ سنة 2017، حيث اثار النص مرة اخرى انتقادات موضوعية للعديد من اعضاء الهيئة الاممية، وهو ما سيعرقل عمل دي ميستورا. إقرأ أيضا: مينورسو: هيئة صحراوية تحمل مجلس الأمن مسؤولية ما قد تؤول إليه الأوضاع في المنطقة وفي رد فعلها على القرار الجديد لمجلس الامن، أكدت جبهة البوليساريو أنه يشكل "نكسة خطيرة" ستكون لها آثار بالغة على السلم في المنطقة برمتها، وشددت على أن الشعب الصحراوي "سيواصل ويصعد كفاحه المشروع ضد الاحتلال المغربي" للدفاع عن حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير. وتأسفت البوليساريو لكون مجلس الامن الدولي اختار موقف التقاعس المعهود، رغم هشاشة الوضع وإمكانية تدهوره بشكل خطير، بدل أن يعتمد مقاربة متوازنة وشفافة وحيادية للتعاطي الحازم مع الحقائق الجديدة على الأرض. وحذرت من أن المجلس وبقراره الجديد يكون قد "حكم مسبقا بالفشل على مهمة ستافان دي ميستورا، وقوض بشكل خطير آفاق تفعيل عملية السلام وكرس حالة الانسداد القائم وترك الباب مفتوحا على مصراعيه لمزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة".