أكدت المنظمة الوطنية لمتقاعدي الجيش الشعبي الوطني، يوم الثلاثاء، على "دعمها الراسخ و الثابت" لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، مستنكرة ما يحدث في الأراضي الصحراوية المحتلة من انتهاكات لحقوق الانسان، و ما يقوم به النظام المغربي من تجاوزات تهدد أمن و استقرار شعوب المنطقة المغاربية و العربية. جاء ذلك خلال زيارة قام بها وفد من المنظمة الى مقر سفارة الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر, للتعبير عن تضامن المنظمة و الشعب الجزائري مع الشعب الصحراوي في كفاحه المشروع ضد الاحتلال المغربي, لبسط سيادته على جميع اراضيه المحتلة. وقال رئيس المنظمة ان هذه الزيارة تندرج ضمن مساعي للفت انتباه المتقاعدين الى الوضع في الصحراء الغربية و ما يعانيه الشعب الصحراوي من "تضييق و تعسف" من الجانب المغربي, معتبرا تعنت النظام المغربي ورفضه الانصياع للمواثيق الدولية, خاصة قرارات الاممالمتحدة التي تكفل للشعب الصحراوي حق تقرير المصير, "دليل صارخ على نية هذا الجار في مواصلته جرائمه ضد كل شعوب المنطقة". و ابرز ثامر غضبان خلال استقباله من طرف السفير الصحراوي بالجزائر, عبد القادر طالب عمر, أن الدولة الجزائرية لم تحد يوما عن "مبادئها الثابتة" في دعم جميع حركات التحرر و الشعوب المضطهدة لنيل استقلالها, فما بالك بالشعوب التي "تربطنا بها صلة دم و اخوة و دين", مضيفا بأن القضيتين الفلسطينية و الصحراوية قضيتان أساسيتان عند الشعب الجزائري. وعبر في سياق متصل باسم جميع المنخرطين و المنتسبين لمنظمة متقاعدي الجيش الشعبي الوطني, عن وقوف المنظمة مع الشعب الصحراوي "اليوم و غدا و حتى بعد الاستقلال", مستغربا ما يحدث في الصحراء الغربية من انتهاكات من دولة مسلمة, قائلا "ما يحدث في الاراضي الصحراوية ما كان ليكون من شعب يقول لا اله الا الله". و استطرد بالقول : "نحن لا نتحدث عن الشعب المغربي المغلوب عن امره لكن على الساسة و اصحاب القرار المغاربة", الذين كان الاجدر بهم الدفع بشعوب المنطقة الى بر الأمان, لأن شعوب المنطقة المغاربية و الشعوب العربية في "غنى عن الخلافات بل تصبو الى الاستقرار و النمو و التطور و تعزيز اللحمة بدل الدفع نحو الحروب". من جهته, ثمن سفير الجمهورية العربية الصحراوية عبد القادر طالب عمر, زيارة الوفد الذي يمثل ابناء الجيش الوطني الشعبي, سليل جيش التحرير الوطني, مفخرة الجزائر, الذي بنى مجد الشعب الجزائري و طرد الاستعمار الفرنسي, و رفع عاليا راية التحرر و فتح الطريق امام كل الشعوب المكافحة للتحرر من الاستعمار, خاصة و ان هذه الزيارة, يضيف, "تأتي في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الصحراوي". و أبرز السفير الصحراوي أن الاحتلال المغربي يريد إلغاء "الخطة السياسية والحفاظ فقط على وقف إطلاق النار", في تناقض صارخ يسعى من خلاله إلى سد الباب نهائيا أمام أي تسوية سياسية سلمية في الصحراء الغربية, مستدلا في هذا الاطار بتصريحات الملك المغربي في خطابه الاخير, الذي رفض فيه "المفاوضات". ويتساءل السفير إذا كان المخزن يرفض التسوية السياسية, فلماذا يقبل ببعثة "المينورسو" وبالمبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا, المكلفين بتطبيق اللوائح الشرعية التي تنص على منح الشعب الصحراوي حق تقرير المصير. وشدد طالب عمر على أن جبهة البوليساريو مستعدة للكفاح المسلح أمام استمرار المغرب في تعنته, و مستعدة لمواجهة الاحتلال المغربي بكل حلفائه و ما يوفرونه له من تكنولوجيات في مجال الأسلحة مثل الطائرات بدون طيار و غيرها. و أضاف في هذا الاطار أن الثورة الجزائرية "درس وعبرة و رمز" لكل دعاة التحرر, انتصرت على الاستعمار بأبسط الوسائل, رغم الخونة و العملاء و "الحركى", واصفا المغرب بالدولة "الحركية" و العميلة للقوى الاستعمارية, التي لا تتوانى عن فعل كل الكبائر و ارتكاب كل الجرائم بما فيه التحالف مع الكيان الاسرائيلي و الاتجار بالمخدرات و السياحة الفاسدة, وقتل الابرياء ثم تدعي انها في خدمة الاسلام و القدس. كما ابرز الدبلوماسي الصحراوي ضلوع المغرب في تمويل الارهاب في الساحل, بعائدات الاتجار بالمخدرات. و شدد عبد القادر طالب عمر على ان النظام المغربي في حالة "جنون", لأن اعتراف الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب له ب"سيادته" المزعومة على الصحراء الغربية "اصبح في خبر كان", فلا الولاياتالمتحدةالامريكية اعتمدت هذه التغريدة, و لا الاتحاد الاوروبي وافق عليها, ما يفسر -حسبه-, "سياسة الابتزاز تجاه اسبانيا بموجة الهجرة غير الشرعية". و يرى السفير ان "إقدام النظام المغربي على ترسيم التطبيع مع الكيان الصهيوني يأتي في محاولة للاستقواء على دول المنطقة, و للهروب من الجبهة الداخلية التي تعرف عديد المشاكل و الاحتجاجات". و أكد عبد القادر طالب عمر في الختام على انه رغم ما يحظى به المغرب من دعم صهيوني ورغم قلة إمكانيات الجيش الصحراوي, فالجمهورية العربية الصحراوية ستنتصر لأن كفاحها مبني على الشرعية الدولية و احترام الميثاق التأسيسي للاتحاد الافريقي, كما اكد انه سيتم اجبار الاحتلال المغربي على الانصياع للشرعية الدولية و منح الشعب الصحراوي حقه في تنظيم استفتاء تقرير المصير.