دعا حزب "فوكس مليلية" السلطات الاسبانية لاتخاذ اجراءات جديدة استعجالية لتعزيز حماية حدود مليلية التابعة لسيادة اسبانيا, من التوافد الكبير للمهاجرين غير الشرعيين من المغرب والذي اعتبره الحزب من اخطر المشاكل التي تعاني منها المدينة. وطالب "فوكس مليلية" في مقال نشر على موقعه على الانترنيت, ب"ضرورة تشديد المراقبة على النقاط الحدودية الفاصلة بين سبتة ومليلية وباقي الأراضي المغربية, لا سيما و أن عدد المهاجرين السريين ازداد بشكل كبير منذ بداية السنة الجديدة". و أعربت متحدثة باسم حزب "فوكس مليلية" اليميني في إسبانيا, كارمن ميرينو, عن أسفها لما أسمته "نقصا في سبل الاحتواء رغم المحاولات العديدة للمهاجرين غير النظاميين". وتساءلت ميرينو عما إذا كانت الحكومة المركزية الإسبانية "تعتزم حل هذا المشكل وعن الخطوات التي ستتخذها لمنع حرية تنقل المهاجرين في جميع أنحاء البلاد". وبعد أن أبدت ميرينو استغراب حزبها "من مواصلة معاملة المغرب للحكومة الإسبانية, كدولة جارة وصديق وشريك استراتيجي ذو أهمية كبيرة", شددت على ان "المغرب هو أحد المشاكل الرئيسية التي تواجه إسبانيا", واصفة المملكة ب"الصديق المزعوم" لبلادها. وجاءت تصريحات ميرينو في معرض حديثها عن توافد المهاجرين غير النظاميين على مليلية التابعة لسيادة اسبانيا, قائلة "إن هؤلاء الوافدين غير الشرعيين لا يفعلون شيئا أكثر من مواصلة الاستراتيجية الهجينة التي يخطط لها المغرب بشأن سبتة ومليلية". وعليه اعتبر الحزب أن "التوافد اليومي الهائل للمهاجرين بشكل غير قانوني على شواطئنا يستدعي من الحكومة المركزية, الى جانب كل المسؤولين التنفيذيين المحليين, اتخاذ إجراءات استعجالية لمحاولة التخفيف من حدة هذه المشكلة". وأبدت الحكومة الاسبانية مؤخرا عدم رضاها من الاداء المغربي بشأن الهجرة غير الشرعية, خاصة في سبتة ومليلية التابعتين للسيادة الاسبانية, من خلال تصريح لوزير الشؤون الخارجية و التعاون الإسباني, خوسيه مانويل ألباريس. هذا كما بدت في الآونة الاخيرة مخاوف اسبانية من تحول الجزر الجعفرية إلى وجهة جديدة للمهاجرين غير الشرعيين المغاربة, وذلك اثر وصول 18 مهاجرا غير شرعي الى "لاكوارديا سيبيل" في ظرف ثلاثة أيام فقط, وطلبوا اللجوء. وتأتي هذه التطورات بعد حادثة مايو الماضي, حيث اتهمت إسبانيا المغرب ب"العدوان والابتزاز" بعد تدفق أكثر من ثمانية آلاف مهاجر من المغرب إلى جيب سبتة دون عوائق. و اعتبرت الخارجية الاسبانية ذلك "اعتداء على الحدود الإسبانية وحدود الاتحاد الأوروبي". وعلى إثر الحادثة غير المسبوقة, صادق البرلمان الأوروبي على لائحة رفض فيها استغلال المغرب و استعمال مسألة الهجرة لأغراض سياسية, مؤكدا أن مثل هذه الطرق يمكن اعتبارها "عملا عدائيا ليس على اسبانيا البلد المستهدف بشكل مباشر فقط, و انما كذلك على الاتحاد الاوروبي برمته".