نجح قرابة ال500 مهاجر إفريقي، أول أمس، في التسلل الى مدينة مليلية المحتلة انطلاقا من الأراضي المغربية. وتعتبر هذه أكبر عملية تسلل في هذا النوع من الهجرة السرية. ويؤكد ارتفاع عمليات التسلل الى مدينتي سبتة ومليلية رهان المهاجرين على هذه التقنية بدل خوض مغامرة قوارب الموت بحرا. وتؤكد وزارة الداخلية الإسبانية نجاح أكثر من 500 مهاجر إفريقي في التسلل الى مليلية، بعد نجاحهم في تجاوز الأسوار الشائكة التي تفصل بين المغرب وهذه المدينة التي تحتلها اسبانيا وتقع شمالي المغرب رفقة مدينة أخرى وهي سبتة. وحدثت عملية التسلل صباحا، حيث استغل المهاجرون الضباب الذين كان في المنطقة واقتحموا الأسوار. وتعتبر هذه العملية الأكبر من نوعها منذ بدء ضغط الهجرة على سبتة ومليلية في أواسط العقد الماضي. ووصف مسؤول من وزارة الخارجية في تصريحات لجريدة الباييس ، أن الوضع خطير، مؤكدا إرسال تعزيزات أمنية للحدود والضغط على الاتحاد الأوروبي لمعالجة هذا الأمر. وطلبت إسبانيا من الاتحاد الأوروبي مئات من الملايين من اليورو لمواجهة الهجرة. ومنذ بداية جانفي الماضي حتى اليوم، نجح قرابة ال1110 مهاجر في التسلل الى مليلية بينما لم يتجاوز هذا الرقم طيلة السنة الماضية ال1074. وتكشف هذه المعطيات تغييرا جوهريا في الهجرة السرية وغير النظامية من خلال رهان المهاجرين الأفارقة على عمليات التسلل الى سبتة ومليلية بدل قوارب الهجرة أو قوارب الموت. وكان بعض الأفارقة الذين نجحوا في التسلل الى سبتة ومليلية وجرى نقلهم لاحقا الى إسبانيا قد اعترفوا أن الرهان على عمليات التسلل أقل مجازفة من قوارب الهجرة التي قد تصل أو لا تصل وتخلّف ضحايا في الطريق. وبهذا تشهد ظاهرة الهجرة السرية منعطفا جديدا بتفضيل تجاوز الأسوار السلكية بدل قوارب الهجرة. وعمليا، قد يتوجه الى شمالي المغرب آلاف المهاجرين الافارقة بعدما أكدت تقنية التسلل الى سبتة ومليلية جدواها بدل قوارب الهجرة