شكلت زيارة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الى قطر و الكويت، محطة هامة تم خلالها التأكيد على تعزيز التعاون الثنائي و على دعم هاتين الدولتين الشقيقتين لمساعي انجاح القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر السنة الجارية. كما كانت الزيارة فرصة للتأكيد على توافق وجهات النظر، على المستوى الثنائي، حول القضايا الاقليمية و الدولية، و لاسيما تلك المتعلقة بالدول العربية. و خلال زيارة الدولة التي قادته الى قطر، من السبت الى الاثنين، بدعوة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، كانت للرئيس تبون أجندة حافلة باللقاءات الثنائية مع كبار المسؤولين في الدولة، قبل أن يشارك، أمس الثلاثاء، في القمة السادسة لمنتدى البلدان المصدرة للغاز التي احتضنتها الدوحة. و سمحت الزيارة لقائدي البلدين بعقد محادثات ثنائية موسعة تم خلالها بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها في كافة المجالات، و لاسيما في القطاعات الاقتصادية و التجارية والغاز، مع التأكيد على "العمل على تنسيق مواقفهما بما يخدم مصالحهما ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم"، حسب البيان الختامي المشترك للزيارة. كما استعرض الجانبان مستجدات الأوضاع المتغيرة على الساحة الدولية وانعكاساتها على المنطقة العربية، مؤكدين على ضرورة السعي لإرساء علاقات دولية متوازنة تحتكم لميثاق الأممالمتحدة و على إعلاء قيم الوحدة والتضامن بين الدول العربية. و بالمناسبة، ثمن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "جهود الرئيس تبون وحرصه على توفير الأجواء المواتية لنجاح القمة العربية" المرتقبة في الجزائر، مؤكدا "استعداد دولة قطر لمساندة هذه المساعي الحميدة والمساهمة في تحقيق النتائج المرجوة منها، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجه الدول العربية على مختلف الأصعدة". كما تم التطرق لآفاق حشد المزيد من الدعم الدولي للقضية الفلسطينية و لضرورة بلورة حلول سلمية تحقق تطلعات الشعوب العربية "بعيدا عن التدخلات الخارجية". تأكيد من الدوحة على أن الجزائر مورد موثوق للغاز الطبيعي و أمام المشاركين في قمة منتدى الدول المصدرة للغاز بالدوحة، أكد الرئيس تبون على أن الجزائر، و منذ أكثر من نصف قرن، "مزود موثوق فيه للغاز الطبيعي، وما يزال مصمما على البقاء كذلك"، داعيا المنتدى، الذي ستستقبل الجزائر دورته السابعة، ليصبح "أكثر حضورا وحركية في كافة المسائل المتعلقة بالغاز الطبيعي". أما خلال زيارته الرسمية الى الكويت، التي شرع فيها أمس الثلاثاء، تلبية لدعوة من أميرها الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أجرى الرئيس تبون محادثات مع أمير البلاد و مع ولي العهد، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، تميزت ب "التوافق التام في الرؤى والتطابق الكامل في المواقف حول مجمل القضايا التي تهم البلدين الشقيقين في علاقاتهما الثنائية أو فيما يتعلق بالأوضاع الراهنة على الساحة العربية"، حسب البيان الختامي المشترك للزيارة. و تم الاتفاق على "اعطاء زخم أكبر" للتعاون بين الجزائر و الكويت في كافة المجالات، مع وضع الآليات المناسبة والاتفاقيات التي تعكس هذه الرغبة وترسخ التشاور والتنسيق السياسي وتشجع الاستثمارات المباشرة للقطاعين العام والخاص و تعزز كذلك التعاون في مجال المحروقات. و نوه الطرفان بالدور المتميز للجالية الجزائرية المقيمة بالكويت و ب"مساهماتها النوعية في نهضة الكويت وفي تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين". و بدورها، ثمنت القيادة السياسية لدولة الكويت جهود الرئيس تبون لإنجاح القمة العربية المقبلة بالجزائر، معربة عن "دعمها التام" لهذا المسعى بهدف التوافق على مخرجات تكون في مستوى تطلعات الشعوب العربية. كما أكد الجانبان على ضرورة إعادة بعث الجهود الرامية لدعم الشعب الفلسطيني واسترجاع حقوقه المشروعة. و اتفقا على تعزيز الشراكة العربية-الافريقية و التنسيق بين الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل دعم مشاريع تنموية في الدول الافريقية ولاسيما دول الساحل والصحراء. و دعا السيد تبون كلا من أمير قطر و أمير الكويت الى زيارة الجزائر، و هي الدعوة التي تم الترحيب بها. و بكلا المحطتين، التقى الرئيس تبون بأفراد من الجالية الجزائرية، حيث استمع لانشغالاتهم و تطلعاتهم، داعيا اياهم الى المساهمة في تنمية بلدهم الأم، باعتبارهم "قوة ابتكار" تحظى بكل الترحيب للاستثمار بالجزائر. و تطرق، بالمناسبة، لإمكانية فتح خطين بحريين بين الجزائر من جهة و قطر و الكويت من جهة أخرى، الى جانب تجسيد عدة مشاريع استثمارية ثنائية في مجالات الصناعة و النقل وغيرها.