أجمع أساتذة جامعيون خلال يوم دراسي نظم يوم الخميس بالبليدة أن وحدة قيادات الثورة مع الشعب الجزائري أجبر فرنسا على الجلوس على طاولة المفاوضات و التوقيع على اتفاقية إيفيان التي تقر باستقلال و سيادة الجزائر. و أوضح الدكتور تلمساني بن يوسف في مداخلة ألقاها خلال أشغال يوم دراسي بادرت مصالح أمن الولاية بتنظيمه بالتنسيق مع مديرية المجاهدين, أن فرنسا "رفضت في بداية الثورة التحريرية الجلوس إلى طاولة الحوار و لجأت إلى الخيار العسكري كحل للقضاء على الثورة, غير أن وحدة قيادات جيش التحرير الوطني مع الشعب أخلط جميع أوراقها و أجبرها على الحوار عقب تكبدها خسائر مادية و بشرية كبيرة". و أضاف ذات المتحدث أن "حنكة المفاوضين الجزائريين أمثال محمد يزيد و رضا مالك و سعد دحلب و تصديهم لكل مراوغات الطرف الفرنسي لكسب الوقت و فرض شروطه, تمثلت في تمسكهم بقرارهم الرافض لتوقيف الكفاح المسلح إلى غاية توقيع فرنسا على إتفاقية إيفيان التي تقر باستقلال و سيادة الجزائر, و وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962". كما نوه الدكتور تلمساني أيضا ب"رفض المفاوض الجزائري التفريط في الصحراء الجزائرية و التأكيد على استرجاع كل شبر من تراب الجزائر في ظل محاولات الطرف الفرنسي إبقاء جزء منها تحت سيطرتها و المتمثلة في الجزء الجنوبي من الوطن (الصحراء)". من جهته، أكد الدكتور المختص في التاريخ بجامعة تيبازة دحمان تواتي أن "مختلف الأجيال المتعاقبة منذ احتلال فرنسا للجزائر سنة 1830 عبرت عن رفضها لهذا الإحتلال بمختلف الأساليب" مشيرا إلى أن نجاح ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 و تحقيقها لاستقلال الجزائر "كان نتيجة وحدة قيادات الثورة و الشعب". كما أشار إلى أن "تصعيد العمليات العسكرية كان القوة المساندة للمفاوضين الجزائريين و تمكنهم من إجبار فرنسا على التوقيع على إتفاقية ايفيان وفق شروطهم لاسيما تلك التي تخص مصالح و وحدة الوطن". وأضاف أن "تاريخ فرنسا الذي يسجل لها عدم احترامها لبعض قراراتها في الماضي, جعل المجاهدين يمتنعون عن تسليم أسلحتهم و مغادرة مواقعهم بعد قرار وقف إطلاق النار".