يمثل داء السل غير الرئوي نحو 70 بالمائة من حالات الإصابة بهذا المرض المعدي بالجزائر، حسبما كشف عنه اليوم الخميس بالبليدة مسؤول البرنامج الوطني لمكافحة السل سفيان علي حلاسة. وأوضح السيد علي حلاسة في تصريح للصحافة، على هامش أشغال يوم تحسيسي حمل عنوان "نستثمر من أجل القضاء على داء السل، ننقذ الأرواح" إحياءا لليوم العاملي لمكافحة هذا المرض المصادف ل24 مارس من كل سنة، أن حالات الإصابة بداء السل غير الرئوي أو اللمفاوي تمثل نحو 70 بالمائة من الحالات الإجمالية المسجلة، فيما تمثل النسبة الباقية حالات الإصابة بداء السل الرئوي الذي يعد الأكثر خطورة و الأسرع في الانتشار بحسب الخبراء. ووفقا لذات الطبيب المختص في داء السل و الأمراض الصدرية، فقد تم تسجيل السنة الماضية 18825 حالة إصابة بداء السل 5423 منها تخص حالات داء السل الرئوي، مشيرا إلى أن النسبة الأكبر من هذه الحالات يتم تسجيلها على مستوى المدن الكبرى من الوطن. وفي ذات الصدد، أشار مسؤول البرنامج الوطني لمكافحة السل إلى تسجيل ارتفاع في نسبة وفيات المرضى الذين يخضعون للعلاج من هذا المرض المعدي، بحيث قدر معدل الوفيات خلال السنوات الماضية ب1 بالمائة ليرتفع إلى 3 بالمائة السنة الماضية على المستوى الوطني، في حين بلغت نسبة الوفيات في بعض الولايات 9 بالمائة. وفي سياق ذي صلة أكدت ل/وأج الطبيبة المختصة في الامراض الصدرية و داء السل، كهينة بوعزيز، على أهمية التشخيص المبكر للكشف عن هذا المرض للتقليل من معدل الإصابات، من جهة، و ضمان الشفاء الكلي للمريض و تفادي معاناته من مضاعفات جانبية طيلة حياته، من جهة أخرى. كما أضافت أن الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض المعدي هي "فئة الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، لاسيما المصابين بأمراض مزمنة كداء السكري و كذا المصابين بداء السرطان بالإضافة إلى الأطفال". وفي هذا الصدد، دعت الطبيبة بوعزيز كل شخص تظهر عليه الأعراض الأولية لهذا المرض و المتمثلة خاصة في السعال المتواصل لمدة تزيد عن 15 يوما و كذا التعرق و الحمى و فقدان الشهية و الوزن، إلى التوجه نحو العيادات المتعددة الخدمات للخضوع للفحص الطبي و إجراء الأشعة الصدرية. وأضافت ذات الطبيبة أن الدولة عملت على توفير مختلف الهياكل الصحية التي يشرف عليها أطقم طبية متخصصة في هذا المرض لضمان التكفل الأمثل بهؤلاء المرضى، مشيرة إلى أن مدة علاج المريض تتواصل على مدار 6 أشهر كاملة من خلال منح المريض كل 10 أيام الأدوية المعالجة لهذا المرض مجانا. للإشارة فقد شكل هذا اليوم التحسيسي الذي احتضنت أشغاله المؤسسة الاستشفائية المتخصصة لزراعة الأعضاء و الانسجة بمستشفى فرانس فانون فرصة للأطباء المختصين في هذا المرض المعدي الممثلين لمختلف ولايات الوطن، على غرار تيبازة عين الدفلى الجزائر العاصمة و المدية لاستعراض واقع هذا المرض و كذا النتائج التي حققها البرنامج الوطني لمكافحةو التحديات الواجب رفعها للتقليل أكثر من معدل الاصابات.