أكد المشاركون في الملتقى الدولي حول أصدقاء الثورة الجزائرية المختتمة أشغاله, اليوم الأربعاء, بالجزائر العاصمة عمق قيم ثورة نوفمبر المجيدة وعراقتها, معربين عن التزامهم بمواصلة الدفاع عن القضايا العادلة وتقويض الاستعمار وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. وفي هذا الصدد, أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق, العيد ربيقة بالمناسبة, أن الجزائر التي أدت في الماضي دورا تاريخيا حاسما وقدمت تضحيات جسام في سبيل نصرة المبادئ والقيم بقيادتها الحكيمة ودبلوماسيتها متبصرة وجيشها القوي, تعمل اليوم جاهدة على تكريس السلم والأمن في محيطها الإقليمي والدولي, انطلاقا من مبادئها النوفمبرية السامية في مفهومها الواسع وأبعادها الشاملة التي تستوعب --كما قال-- الحقوق الأساسية للأمم والشعوب وتطلعها في إرساء قواعد نظام دولي أكثر عدلا وإنصافا. وبخصوص الملتقى الذي حظي بالرعاية السامية لرئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, وبإشراف من الوزير الأول, أيمن بن عبد الرحمان, قال وزير المجاهدين بأن اللقاء يعد بالدرجة الأولى "تكريما رمزيا لأصدقاء الثورة ولذاكرتهم, وتعبيرا عن الإخلاص لقيم ثورة أول نوفمبر 1954, والتزاما من الجزائر في عهدها الجديد بالوفاء لرصيدها النضالي المشرف ومسارها الثوري الملتزم". وكان الوزير الأول ,قد أكد لدى إشرافه أمس الثلاثاء على افتتاح اشغال الملتقى أن الجزائر بأجيالها المتعاقبة, "ستظل وفية لكل من ناصرها ووقف إلى جانبها في محنتها خلال معركة الشرف, وستورث قيم الإخلاص والوفاء لبناتها وأبنائها البررة",مشيرا الى أن مثل هذه القيم هي "جسر التواصل بين الأمم والضامن الأكيد لزرع المحبة والتعاون والرقي والسلام العالمي". ودارت محاور هذا اللقاء الدولي الذي نظم في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال60 لاسترجاع السيادة الوطنية, حول القيم الإنسانية في مواثيق الثورة الجزائرية ودورها في نسج العلاقات مع أمم العالم وكذا مساهمة أصدقاء الثورة في دعم كفاح الشعب الجزائري, إضافة إلى مقاربات تحصين وبعث تجربة أصدقاء الثورة الجزائرية. وتميز الملتقى بتقديم رسالة وفاء وجهتها الجزائر إلى أصدقاء الثورة الجزائرية المشاركين في الملتقى, اكدت فيها أنها لا تنسى فضل أصدقاء الثورة والتزامهم الثابت تجاه قضيتها العادلة, متعهدة باستكمال رسالة الشهداء في دعم كل الشعوب المناهضة للاستعمار وتجندها في الدفاع عن كل القضايا العادلة في العالم... الدعوة الى تأسيس جمعية دولية لأصدقاء الثورة الجزائرية أكدت التوصيات المتوجة لأشغال الملتقى الذي دام يومين, أهمية تفعيل تجربة أصدقاء الثورة الجزائرية وتأطير هذا الزخم التاريخي من خلال تأسيس جمعية دولية لأصدقاء الثورة الجزائرية, صونا للذاكرة المشتركة وإحياء للقيم التي آمنوا بها وضحوا من أجلها. كما تضمنت التوصيات الدعوة إلى إنجاز معلم تاريخي يخلد أصدقاء الثورة وتسمية المؤسسات والأماكن العمومية بأسمائهم وإنشاء بنك معلومات ومنصة إلكترونية توثق سير ونضال أصدقاء الثورة الجزائرية حفاظا على قيم الثورة السامية ومثلها العليا. وشدد المشاركون في نفس السياق على أهمية المحافظة على جسور التواصل مع أصدقاء الثورة ... وتعميق معرفتهم التاريخية في المناهج والمقررات المدرسية. و شارك في هذا الملتقى, عدد من أصدقاء الثورة الجزائرية من مختلف دول العالم (54) وأكاديميون وباحثون وأساتذة من دول أجنبية, الى جانب مجاهدات ومجاهدين.