أسدل, مساء اليوم الخميس, الستار على آخر يوم من امتحان شهادة البكالوريا دورة 2022, وذلك بعد خمسة أيام من التركيز والاجتهاد ليبدأ بذلك المترشحون وأولياؤهم مرحلة الترقب والأمل في انتظار الإعلان عن النتائج النهائية. ففي اليوم الخامس والأخير من هذا الامتحان الذي تقدم له أزيد من 700 ألف مترشح على المستوى الوطني, اجتاز المترشحون في الشعب العلمية والرياضية, امتحان مادة العلوم الفيزيائية صباحا, وهو الامتحان الذي أدى إلى بعث الأمل والتفاؤل بالنجاح لدى العلميين, بينما كان سببا في إحباط معنويات تلاميذ شعبتي رياضيات وتقني رياضي. وقد خرج التلاميذ في يومهم الأخير من هذا الامتحان وكلهم تفاؤل في بلوغ المرحلة الجامعية, خاصة أن طبعة هذه السنة نظمت في ظروف تنظيمية "جيدة ومحكمة" وبتدابير وقائية صحية صارمة شملت ال 2.580 مركز إجراء. ويدخل التلاميذ وأهلهم ابتداء من هذا المساء في مرحلة جديدة من الترقب والأمل إلى غاية الأسبوع الثالث أو بداية الأسبوع الرابع من شهر يوليو المقبل موعد إعلان النتائج التي ستؤهل الناجحين إلى الدراسات العليا وتفتح أمامهم آفاق تحصيل علمي واعد. من جانبهم, لم يخف الأولياء مشاعرهم المختلطة بالأمل والتخوف من النتائج بالنظر إلى صعوبة هذه المرحلة سواء بالنسبة للمترشحين أو الأولياء بسبب كثافة برنامج الامتحانات في اليوم الواحد معتبرين أن هذا الضغط تطلب منهم مضاعفة المجهود و مرافقة أبنائهم يوميا. وبخصوص نوعية الأسئلة الموجهة للمترشحين, أكد وزير التربية, السيد عبد الحكيم بلعابد, بمناسبة إشرافه على خروج فريق الطبع لأسئلة البكالوريا من الحجر على مستوى مركز الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات (بالقبة), أنها كانت ''خالية من الأخطاء من حيث المضمون" وفي صميم ما البرنامج الدراسي الذي قدم للتلاميذ حضوريا خلال السنة الدراسية في الثانويات". وقال أهالي بعض المترشحين الذين اقتربت منهم /وأج, خاصة الأمهات, أن موعد إجراء امتحانات البكالوريا يتوقف عليه مستقبل أبنائهم ومصيرهم التعليمي والمهني, فبالتالي, يكون انتظار نتائجها ابتداء من اليوم و إلى غاية الإعلان عنها بنوع من القلق والآمال والأدعية. وترى السيدة "سليمة", أم التلميذة "أماني" التي هي في القسم النهائي, شعبة علوم طبيعية, أن نيل شهادة البكالوريا "يعبد الطريق أمام الأبناء من أجل التميز والتحليق عاليا في مؤسسات التعليم العالي و من ثمة ارتفاع حظوظ النجاح في الحياة المهنية و بذلك تكون الأسرة قد حققت الأهم في واجباتها تجاه أبنائها". ولم تخلو يوميات المترشحين من مشاهد التآزر والتضامن فيما بينهم, طيلة أيام الامتحان, حيث أظهر الأولياء والجمعيات ذات الطابع التضامني حضورا بارزا منذ اليوم الأول وإلى غاية اليوم الأخير من الامتحان, بغية تحفيز الممتحنين والرفع من معنوياتهم. حيث سجلت هذه الدورة, مبادرات طيبة عبر عديد الولايات مثل ورقلة و الجلفة التي قامت جمعياتها الناشطة في بلديات المغير وعين معبد و دار الشيوخ بمبادرات لصالح المترشحين كما هو الحال مع الفوج الكشفي "سي عامر محفوظي" ببلدية دار الشيوخ الذي تكفل بأزيد من 400 مترشح ومترشحة في اليوم مع توفير شروط الراحة لهم وذلك بفضل جمع تبرعات المحسنين التي ساهمت في التحضير المسبق لاستقبال المترشحين الّأحرار للبكالوريا والعمل على ضمان الإطعام والإيواء للقاطنين خارج الولاية. ورغم تنفس التلاميذ الصعداء بعد انتهاء أيام الامتحان, إلا أن هذه الدورة سجلت كشف حالات غش و تسريب لمواضيع الامتحان على مواقع التواصل الاجتماعي, حيث قامت الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال ومكافحتها طيلة أيام الامتحان بإخطار مصالح الشرطة القضائية لكشف حالات هوية المتورطين في تسريب مواضيع البكالوريا عبر منصات إلكترونية أو مجموعات مختلفة عبر موقع "إيمو". و قد أدانت عدة محاكم أشخاص تورطوا في محاولة ضرب مصداقية البكالوريا حيث وصلت الأحكام إلى الإدانة ب 18 شهرا حبسا و غرامة مالية قدرها 200 ألف دينار, وهذا عملا بمذكرة العمل التي أصدرتها وزارة العدل مطلع الشهر الجاري. و تتضمن هذه المذكرة الموجهة إلى النواب العامين لدى المجالس القضائية دعوتهم إلى تنصيب "خلية يقظة ومتابعة" على مستوى كل مجلس, للوقاية ومكافحة جرائم الغش وتسريب مواضيع الامتحانات الرسمية لاسيما باستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال. وقد حثت ذات المذكرة على ضرورة "المعالجة القضائية الصارمة " عن طريق "المتابعة الجزائية الفورية" بالتنسيق مع الجهات المعنية من مصالح الضبطية القضائية والهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال ومكافحتها". وتم إثر ذلك إصدار عدة أحكام قضائية أدانت متورطين في الغش عبر مناطق مختلفة من الوطن مثل غرداية (2 مترشحتين) والمنيعة (5 مترشحين) وبريان وأم البواقي (7 مترشحين) و باتنة (3 مترشحين) وسوق أهراس (3 متورطين).